أعراض التبول الليلي وطرق علاجه بالأدوية والأعشاب

الإنسان يحتاج إلى النوم من 6 إلى 8 ساعات، حتى يحصل على قدر كاف من الراحة وتجديد خلايا المخ، مع ذلك يمكن لكثرة التبول الليلي خلال ساعات النوم أن يؤرقك ويخفض جودة نومك، هذا ما حذر منه الموقع الصحي الشهير يورولوجي كير فاونديشن “Urology Care Foundation”.
لذا حديثنا بهذا المقال عن مدى ضرر تكرار التبول ليلاً عن مرتين، بالإضافة لمعرفة أعراض وعلاج هذا المرض.
قائمة المحتويات
تعريف التبول الليلي
هو عبارة عن حالة مرضية مقيتة تزعج الشخص النائم، توقظه عدة مرات ليلاً للتبول، مرتبطة بشكل كبير بمرض سرطان البروستاتا الذي يصيب بعض الرجال بمرحلة الشيخوخة، فينتج عنه الشعور بالتعب والنعاس على مدار اليوم، بجانب حدوث خلل بالعمليات الذهنية كالتفكير والإدراك لدى المريض نهاراً.
أنواعه
هناك نوعان من هذا التبول وهما:
- البوال الليلي: يعني أن المريض يتبول كميات كبيرة من البول بفترة الليل.
- البوال الليلي المتردد: حيث يتبول المريض أكثر من مرة، مع كل مرة يخرج كمية قليلة من البول مع احتباس باقي البول بالداخل.
طريقة التبول الصحية
يتبول الشخص بشكل طبيعي خلال فترات الليل مرة أو مرتين كحد أقصى، فالبول يصبح مركزاً بشكل أكبر خلال النوم، حيث ترتفع نسبة قياس تركيز البول (الأسمولالية Osmolality)، مما ينشط مستقبلات المثانة التي بدورها توقظ الدماغ، من ثم يشعر النائم بالحاجة إلى التبول، ويهم من الفراش نحو المرحاض.
خلال الليل يتم إفراز هرمون يُسمى فازوبريسين (Vasopressin)، هذا الهرمون الموجود بالغدة النخامية، ينظم عملية التبول بشكل دوري، كما يتم إفرازه نهاراً، ولكن بنسبة قليلة عن الليل.
يعطي الفازوبريسين Vasopressin (هرمون يمنع التبول وعمل الهرمون الأساسي هو إعادة ارتشاف الماء في الكلية)، ويعطي أمراً للكيلتين بالعمل خلال الليل بطاقة أفضل من النهار، لذا فإن قدرة الكلية على امتصاص البول ليلاً تجعلك لا تحتاج للتبول مرات عديدة مثل النهار، فنسبة إنتاج البول ليلاً تقريباً 20% فقط من الإنتاج نهاراً.
إلا أن الجسم أحياناً قد ينتج بولاً زائداً عن 20% ليلاً، أطلق الباحثون على هذه الزيادة مُسمى “إنتاج ليلي زائد”، حيث ينتج الجسم بول زائد بنسبة 0.9 – 1.3 سنتيمتر مكعب بالدقيقة الواحدة، من هنا نستنتج أن النائم لمدة ست ساعات، إذا أنتج ما يزيد عن 324 سنتيمتراً مكعباً من البول ليلاً، فهو يُعاني من مرض البوال الليلي.
أعراض مرض التبول الليلي
هناك بعض العلامات التي تجعلك تدرك، أنك تتبول ليلاً بشكل غير صحي ومنها:
- عدم القدرة على النوم لمدة ست ساعات على الأقل بشكل هانئ.
- الاستيقاظ من النوم أكثر من مرتين تقريباً من أجل التبول.
- عدم القدرة على الاستيقاظ بالصباح الباكر بسهولة.
- الشعور بوجع مزعج بالمنطقة السفلية من البطن والظهر.
- تقاعس في أداء المهام الذهنية والحركية حتى لو كانت بسيطة.
أسباب كثرة التبول ليلاً
هناك أسباب كثيرة مرتبطة بهذا المرض، قد تكون لها علاقة بغدة البروستاتا، المثانة، المسالك البولية، من أهمها:

- وجود تضخم في البروستاتا، هذا التضخم بالغدة يعيق الأنبوب المسؤول عن إخراج البول بشكل كامل، حيث يتبقى بعض البول بالمثانة؛ مما يجعلك تحتاج للتبول مرة أخرى.
- بعض الأشخاص يعانون من احتباس سوائل الجسم خلال فترة النهار داخل الساقين، عند الاستلقاء على الفراش والنوم، تعود السوائل إلى الأوردة، ويتم امتصاصها بواسطة الكليتين وإنتاج البول.
- إذا كنت تشرب الكثير من المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي والقهوة، العصائر أو حتى المياه قبل النوم، فسوف تُصاب بالبوال الليلي.
- أنماك سلوكية وعادات (مثل أن تكون قد دربت جسمك على الاستيقاظ أثناء الليل لاستخدام الحمام، حتى لو لم تكن لحاجة لذلك).
- الإصابة ببعض الأمراض مثل تورم الساقين، انقطاع التنفس النومي، الفشل الكلوي (Renal failure).
- تناول الكثير من العقاقير المدرة للبول أو مكملات غذائية مثل مكمل فيتامين د أو مضادات الهيستامين.
- وجود خلل في إنتاج هرمون الفازوبريسين الذي ينظم عملية التبول خاصة عند التقدم في العمر.
- أمراض القلب والأوعية الدموية وفشل القلب الاحتقاني (CHF – Congestive heart failure)، فيحدث قصور في ضخ السوائل بالأوردة بشكل سليم، مما يجعل كمية من السوائل تستكين بالخلايا دون تصريف.
- عند النساء إذا حدث خلل أو نقصان في إفراز هرمون الأستروجين الأنثوي، فإنه ينتج عنه فرط في نشاط المثانة؛ وبالتالي إنتاج البول بكميات كبيرة ليلاً.
- حدوث انسداد في المثانة وعدم قدرتها على تصريف السوائل بشكل كبير.
- الإصابة بداء السكري وارتفاع نسب السكر الطبيعي في الدم، ينتج عنه حاجة الجسم للتخلص من الجلوكوز الزائد من خلال التبول.
- الإصابة بأورام خبيثة في المثانة أو البروستاتا.
مضاعفات البوال الليلي
في حالة التهاون والتكاسل عن علاج كثرة التبول ليلاً، قد تحدث مضاعفات خطيرة ومنها:
- عدم النوم بشكل جيد، ينتج عنه عدم التركيز خلال القيادة وارتكاب حوادث السير.
- انخفاض متوسط عمر المريض أو ما يُسمى بـ “Life expectancy”، رغم ندرة حدوث هذا الأمر، إلا أنه متوقع.
علاج التبول الليلي
من حسن الحظ أن كثرة البوال ليلاً له الكثير من الطرق العلاجية، من أهمها:
العلاج المنزلي
هناك بعض الإرشادات التي إذا التزم بها المريض سيتخلص من هذه الأزمة المرضية وهي:
- نوم فترة الظهيرة (القيلولة) ساعتان كحد أقصى.
- عند الاستلقاء بالنهار أو الجلوس، قم برفع ساقيك لأعلى.
- لا تتناول عقاقير مدرة للبول إلا في حالات الضرورة القصوى.
- توقف عن شرب مشروبات الكافيين والمياه قبل النوم مباشرة.
- ارتدى جوارب ضاغطة تمنع احتباس السوائل بالساقين.
العلاج بالأدوية الطبية
يمكنك تناول بعض العقاقير الطبية التي تعالج كثرة التبول، لكن يُفضل دائماً استشارة طبيب بالبداية ومنها:
- مضادات كولينية Cholinergic Antagonist مثل فلافوكسات (Urispas)، داريفيناسين (Enablex).
- عقار مدر للبول مثل فيوروسيمايد (Furosemide).
- بديل هرمون الفازوبريسين مثل عقار ديسموبريسين (Desmopressin).
العلاج العشبي
النباتات والأعشاب ليست علاجاً فعالاً للبوال ليلاً، لكنه مناسب لصحة المثانة والمسالك البولية، ويستخدم في حالات التبول اللاإرادي أيضاً، ومن أهم تلك الأعشاب:
عشبة حرير الذرة (Corn silk)
هذه العشبة لها دور فعال في التقليل من التهابات المسالك البولية، التي قد يكون لها علاقة بكثرة التبول ليلاً.
عشبة الفربيون أو الحلاب (Moroccan cactus-like plant)
الفربيون عشبة طبيعية، يتم استخلاص منها مادة طبيعية اسمها الريسنإنفراتوكسن (Resinifera Toxin)، هذه المادة تساعد المثانة في الاحتفاظ بالبول لفترة طويلة خاصة خلال الليل.
الفطر الريشي (Ganoderma lucidum)
هو فطر ينمو بقارة آسيا، له قدرة طبيعية على تعزيز صحة البروستاتا وحمايتها من التضخم والنمو غير الطبيعي، الذي يتسبب التبول الليلي بكثرة ليلاً لدى الرجال.
عشبة ذيل الحصان (Horsetail)
بسبب الشيخوخة تصبح أنسجة المثانة ليفية، مما يجعلها أقل كفاءة في الاحتفاظ بالبول، هذه العشبة يقال إنها تحافظ على بطانة المثانة الداخلية، لكن لا يوجد دليل علمي كافي نحو هذه النظرية.
خلطة غوشي جنكا غان (Gosha-jinki-gan)
هي خلطة صينية شهيرة مكونة من عشرة أعشاب طبيعية، تقلل من كثرة الحاجة للذهاب للمرحاض والتبول، هذه الأعشاب هي:
القرانيا المجففة (Corni fructus)، الخيرون (Dioscorea)، فطر (Hoelen)، الأستراغالوس (Alismatis rhizome)، لسان الحمل (Plantaginis semen)، السليخة (Cinnamomi cortex)، كورتيكس موران (Moutan cortex)، عشبة الرحمانية (Rehmanniae radix)، الخربق (Processed Aconiti tuber)، أم ضريس أو عرف الديك (Achyranthes).
نصائح هامة للوقاية من أضرار التبول الليلي
بالنهاية هناك بعض الإرشادات الهامة التي يجب تطبيقها، حتى لا تتذوق مرارة هذا المرض المزعج وهي:
- لا تفرط في تناول العقاقير المدرة للبول ومضادات الهيستامين.
- شرب مشروبات الكافيين والمياه يجب أن تكون قبل النوم بحوالي ثلاث ساعات على الأقل.
- توقف عن معاقرة الخمور وتدخين التبغ الذي يسبب السعال المرتبط بتسرب البول من المثانة.
- إذا كنت تعاني من أمراض مثل الفشل الكلوي أو داء السكري، حاول الالتزام بالعلاج والسيطرة على حالة تلك الأمراض، حتى لا تتفاقم الأعراض.
- قم بارتداء جوارب تضغط على الساقين حتى تمنع استكانة السوائل دون تصريف.
- مارس الرياضة بشكل منتظم مثل الركض، حيث يعزز من كفاءة الدورة الدموية؛ مما يجعل السوائل تتحرك بالأوردة بشكل طبيعي وسليم.
المراجع:
- Judith Marcin, Excessive Urination at Night (Nocturia), www.healthline.com
- WebMD Editorial Contributors, Why Do I Pee So Much at Night?, www.webmd.com
- Dr Toni Hazell, What is nocturia, www.patient.info
- What is Nocturia, www.urologyhealth.org