قصة الضابط الروسي الذي أنقذ العالم من حرب نووية

ستانيسلاف بيتروف الرجل الذي أنقذ العالم من كارثة نووية كما أسمته السينما في هوليوود. ولكن كيف اكتسب هذه التسمية؟ ومتى حدث ذلك؟ دعونا نسرد عليكم قصة الضابط الروسي وما فعله. هذا الضابط الروسي أصبح يحظى بهذه التسمية والشعبية والاحترام بين الشعب الأمريكي والروسي تحديدا وبين شعوب العالم أجمع.

في غرفة القيادة في سربوخوف – 15 كان اللفتنانت كولونيل بيتروف جالسا يراقب شاشات الرادارات المنتشرة في أنحاء الغرفة. ويترقب بصمت هو ومعاونيه أي هجوم نووي كان متوقعا جدا في ذلك الوقت. خصوصا بعد أن حطمت القوات الروسية طائرة مدنية أمريكية كانت تنقل ركابا مدنيين اشتبهوا بأنها طائرة تجسس. لذلك أسقطوها في عرض المحيط الأطلسي كانت متوجهة نحو كوريا الجنوبية آنذاك.

قصة الضابط الروسي ستانيسلاف بيتروف

وفي تقرير لوكالة The Associated Press التي قابلت الكولونيل في منزله المتواضع في مدينة فرايزينو. وهي مدينة صغيرة تقع بالقرب من موسكو. يقول لقد كان عليّ أن أقرر مدى صحة هذه المعلومات الواردة من أحد الأقمار الاصطناعية المنتشرة فوق الولايات المتحدة.

كما كنت أنتظر معلومات من أنظمة الدفاع الأرضية لأقطع الشك باليقين حول هذه الصواريخ البالستية تلك التي اكتشفتها الأقمار. وكنت أعلم أن المعلومات الواردة من هذه الأقمار غير دقيقة، ويمكن تضليلها على أرض الواقع ولذلك انتظرت.

في قصة الضابط الروسي، فقد كان بيتروف قادرا على أن يضغط ذلك الزر الأحمر الذي أمامه ليطلق الاتحاد السوفيتي صواريخه النووية نحو الولايات المتحدة. ويشعل حربا عالمية ثالثة لا يستطيع أحد الجزم بإعداد الناجين من كوكب الأرض إزاء حرب كهذه. ولكنه تأنى وانتظر إلى أن تبين له أن هذه المعلومات كاذبة.

وفي فيلم مصور للمخرج الدنماركي بيتر أنطوني عن قصة الضابط الروسي تخللته بعض المشاهد الحقيقية من بيت بيتروف المتواضع في روسيا. وكذلك رحلته في العام 2006 إلى الولايات المتحدة التي تسلم خلالها جائزة من الأمم المتحدة. كما التقى حينها بعدد من الممثلين السينمائيين أمثال كيفن كوستنر ومات دايمون وروبرت دي نيرو وغيرهم.

صور الفلم الذي يصور المشهد الحقيقي بأدق تفاصيله. حيث كان كل أفراد الطاقم مندهشين ينظرون إلى القائد بترقب غير واعين لما يمكن أن يحدث بعد ذلك.

ويصور الفلم بأن أفكارا عدّة اشتعلت في رأس بيتروف كـخوفه مثلا من أن يكون هو السبب الرئيسي للحرب النووية القادمة إذا ضغط على ذلك الزر. ولكن بيتروف اعترف للوكالة بأن هذه الأفكار لم تخطر إلى ذهنه حينها. وبأنها فقط من مشاهد السينما حيث قال إنه لم يخطر في ذهنه إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة. وإنما كان يتساءل عن مدى صحة هذه المعلومات الواردة أمامه.

ويصور الفيلم أيضا بيتروف بأنه يطرد الصحافيين من أمام بيته. ولكنه في الحقيقة رجل روسي متواضع ومضياف للغاية لا يزوره أحد إلاّ يدخل مطبخه، ويتحدث عن تفاصيل تلك الواقعة وما تبعها.

ستانيسلاف بيتروف الرجل الذي أنقذ العالم

وأبلغ ستانيسلاف بيتروف القيادة بأن هذا الإنذار كان مجرد إنذار خاطئ. وتبين فيما بعد أنها معلومات مغلوطة، حيث صوّر القمر الصناعي أشعة الشمس المنعكسة على الغيوم أنها صواريخ بالستية بعيدة المدى. ولم يتلق بيتروف في ذلك الوقت أي مكافأة على فعله. خصوصا أن قائده المباشر لم يكن يدعمه على فعلته في ذلك الوقت. ربما كي لا يظهر الروس للعالم مدى فشل أقمارهم الصناعية في إعطاء معلومات صحيحة.

إلا أن قائده الكولونيل يوري فوتينتسيف عاد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بالعام 1991. وذكر بيتروف والعالم بتلك الحادثة وروى تفاصيلها،

ويقول ستانيسلاف بيتروف عن ذلك أنه ربما لو لم يعد الكولونيل، ويتحدث عن تلك الحادثة لـكنت نسيتها تماما. وعلى الرغم من اعتراف المسؤول المباشر بأهمية قرار بيتروف وما ترتب عليه في إبقاء الوضع هادئا.

إلا أن المايجور جنرال فلاديمير دفوركين، الخبير في شؤون القوات النووية الاستراتيجية التابعة للاتحاد السوفيتي علق على قصة الضابط الروسي، واعتبر أن العمل الذي قام به بيتربوف عملا عاديا. وبأن الحرب لم تكن لتندلع بتلك السهولة لو ضغط بيتروف على الزر في تلك الليلة. حيث إن القيادة كانت ستنتظر بيانات الرادارات الأرضية لتتحقق من مدى صحة الاعتداء لتقوم بالرد عليه إن وجد.

والخلاصة في قصة الضابط الروسي أن ما قام به بيتروف يعد عملا بطوليا يستحق منا التقدير والثناء. فليس من السهل أن تكون سببا في اندلاع حرب عالمية نووية بإمكانها أن تقضي على حياة الملايين من البشر. إن لم تقضي على كوكب الأرض كافة بكل أشكال الحياة عليه.

المراجع:

• Simon Shuster, Stanislav Petrov, the Russian Officer Who Averted a Nuclear War, Feared History Repeating Itself, time.com
• Stanislav Petrov, en.wikipedia.org