اقتصاد وأعمال

أخطاء رواد الأعمال المبتدئين، 13 خطأ شائع يؤدي إلى فشل المشروع

هذا المقال يسرد بالتفصيل أخطاء رواد الأعمال المبتدئين، من بداية تأسيس مشروع جديد إلى نهايته، وتعود هفوات وتقصير هؤلاء الرواد إلى نقص الخبرة والتجربة في إدارة المشاريع الربحية. من المهم في البداية أن نشير إلى خطأ أو سوء فهم، يواجه الكثيرون عند بدء عمل تجاري، تمنعهم من الدخول في فكرة المشروع التجاري من أساسه، وهي كلمة (لا أستطيع)؛ فأنا لست حاصلًا على شهادة جامعية، ولا أمتلك رصيدًا بنكيًّا، وليست لدي الخبرة الكافية في المجال.

إن كل ذلك ليس مهمًّا لبدء نشاط تجاري، أو لتنفيذ مشروع ناجح وضخم على أرض الواقع. إن ما ينقص هو الدافع الحقيقي لإنجاز ما لم يستطع غيرك أن ينجزه، أو على الأقل أن تنافس به شخصًا آخر. نفذ مشروعًا في المجال نفسه، كما ينقصك أيضًا خطة من النوع القوي؛ لتصمد بها أمام المتغيرات والمآزق والانهيارات.

ومع ذلك فلدي ما يزعجك، إن المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل قدم بيانات من شأنها أن تجعلك تيأس، أو تصمد، أو تفكر ألف مرة قبل الإقدام على مشروع ريادي دون خطة قوية، أو حافز شديد، هذه البيانات هي:

  • 20% من الشركات والمشاريع الناشئة والمبتدئة تفشل خلال العاميْن الأوليْن من التشغيل؛ بسبب أخطاء رواد الأعمال في بداياتهم.
  • نصف الشركات الناشئة تفقد القدرة على الاستمرار بعد العام الخامس.

ينبغي أن يعرف رائد الأعمال المستجد هذه الأخطاء التي من الوارد أن يقع فيها مشروعه التجاري حتى يستطيع الابتعاد عنها وتجنبها عند بدء فكرة مشروع ما، وقد أحصينا لك 13 خطأ وأغلاط شائعة تعتبر من أبرز أخطاء رواد الأعمال المبتدئين.

1. الرهبة والخوف من الفشل

هذا الخطأ ينتج عن عدم الإيمان بأن من حق الجميع أن يجرب، ولا توجد تجربة دون فشل.

إديسون أضاء المصباح بعد 9999 تجربة فاشلة، ينبغي أن تعلم أن النجاحات الضخمة في الممارسات العملية جاءت نتيجة مجموعة من الأخطاء والمحاولات غير الناجحة، بشرط أن تتعلم من كل خطأ ومحاولة فاشلة مررت بها.

كن شجاعًا؛ وتجنب أخطاء رواد الأعمال المبتدئين فرائد الأعمال الناجح يتوقع الفشل، ولكنه لا يستسلم له، لا تضيع وقتك وتتردد، لا تفوت الفرص.

تدارك أخطاءك، وواجه محاولات الفشل، يجدر بك أن تأخذ الفشل في حياتك كصديق أو كرفيق، يأتي ويغيب، وبين هذا وذاك تخطو إلى مرحلة النجاح.

2. غياب خطة العمل

تمثل خطة العمل العنصر الرئيس لنجاح أي عمل، وبدون خطة مالية وإدارية التي تغيب عن عدد كبير جدًّا من الأنشطة التجارية في بدايتها تفشل الأنشطة، وستواجه أكثر من خطأ مالي وإداري في العمل. ضع في ذهنك شيئا مهمًّا أن الجميع يتفاوت من حيث الخبرات والقدرات.

يجب أن تضع خطة مالية حسب ظروفك. حتى لو كانت الخطة مجرد ورقة مدون بها مهام المشروع الأساسية. ومنها على سبيل المثال: توقعات مبيعات المشروع وتكلفة تشغيل المؤسسة أو الشركة، والعملاء أو الجمهور المستهدف.

كيف تخطط للعمل؟

إنه عمل ممنهج يقوم على الاستعداد العلمي لمواجهة متطلبات أفكار المشروع وكيفية البدء فيه، وما الذي سيؤدي إلى تطوره. إن التخطيط تم تعريفه واختصاره في ثلاث كلمات هي: (العمل بطريقة منظمة. ينبغي – إذا – القضاء على خطيئة العشوائية في العمل؛ فهي ضد الطريقة الممنهجة والمنظمة، كما أن العشوائية تسبب المزيد من الفوضى.

إن رائد الأعمال المستجد أو المبتدئ بحاجة إلى إستراتيجية تسويق، وتتمثل فيما يأتي:

  • كسب عملاء جدد.
  • تحويل هؤلاء العملاء من مجرد الاستخدام إلى الدفع.
  • إسعاد هؤلاء العملاء بمنتج له قيمة؛ وهؤلاء العملاء الأوائل، الذين حصلوا على المنتج، هم الذين سيجلبون لك مزيدًا من الزبائن.

3. إهمال متطلبات السوق والجمهور المستهدف

إن فهم السوق والجمهور المستهدف يؤدي إلى تصحيح مسار المشروع مالياً وإدارياً، ويقي من الوقوع في مخالفات مالية. من المؤسف أن يلجأ مؤسسو المشاريع الجديدة إلى خطأ شائع وسوء فهم يتمثل في الاعتماد على التكهنات والتوقعات. ينبغي استخدام طرق منظمة لفهم السوق؛ مثل: فهم عملاء الشركة المحتملين، والتركيز على الاستمرار في قياس الطلب وحجمه.

لا يكفي أن يكون لرائد الأعمال أو صاحب العمل منتج مدهش أو مبهر، فليس ذلك كافيًا بالضرورة لإنشاء عمل تجاري ناجح، إذا كنت في حيرة من أمرك حول هذه النقطة؛ فسوف نقدم لك عدة عناصر، تساعدك في تجنب مطبات سوق العمل، وتُعينك على فهم جمهورك المحتمل، والسوق الذي أنت بصدد البحث عن مكان فيه:

  • هناك أدوات بحثية؛ مثل Google planner، اعتمد عليها عند البحث عن جمهور محتمل.
  • ركز على معرفة منافسيك، وادرس نقاط القوة والضعف لديهم، كما أنه من الضروري الإحاطة بحجم السوق الذي يوجدون فيه، أو يسيطرون عليه، وعلاقة هؤلاء المنافسين بعملائهم، وقبل كل هذا عليك معرفة عددهم.
  • الحصول على كل البيانات المتاحة، التي تخص عملاءك المستهدفين، وهذه البيانات قد تكون في شكل استطلاعات أو دراسات أو استبيانات.

بعد بدء العمل التجاري؛ هناك نقاط مهمة ينبغي التركيز عليها لتجنب أخطاء رواد الأعمال المبتدئين في بداياتهم، وتمكنك من فهم عملائك، الذين تعاملوا مع منتجك أو اشتروه، وهذه النقاط هي:

  • إجراء استطلاعات رأي لعملائك لمعرفة آرائهم.
  • عمل اتصالات بالعملاء لمعرفة مدى رضاهم عن منتجك أو الخدمة التي تقدمها، والتي حصلوا عليها.
  • وجه للزبائن أسئلة حول الخدمة أو المنتج الذي تنوي تقديمه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا.

4. العمل في غياب نظام واضح

عندما تحصل على عملاء، وتجد لك مكانًا في السوق، عليك أن تتأكد من كون عمليات الإنتاج أو الإشراف أو التسويق وأنظمتها؛ مثل الاتصالات والعقود واشتراطات الدفع تعمل بشكل سليم ومنظم، من أكثر المخالفات والأغلاط التي يقع فيها رواد الأعمال هي العمل في غياب النظام الواضح والمحدد.

قبل بدء التعامل مع العملاء ينبغي أن تكون العمليات الداخلية لشركتك شديدة الإحكام، وفي حالة غياب النظام عن تلك العمليات الداخلية، فستكون لديك ثغرات تبدو بعيدة عن المهنية، إن العمل داخل الشركات المبتدئة أو الناشئة يشبه عالم السيرك، من الممكن أن تحدث لك عدة حركات وهفوات في وقت واحد.

لتجنب أخطاء رواد الأعمال المبتدئين يجب أن تكتب قائمة بأولوياتك في العمل، وأن تنظم وقتك بحيث تعالج المشكلات الكبرى أولًا، وتوزع المهام الصغرى على من يجيد حلها، حتى لا تضيع وقتك، وترتبك عند علاج الأخطاء والمشكلات كلها في وقت واحد، إنه نظام إدارة الوقت.

5. عدم تسجيل النشاط التجاري الخاص بك

لا داعي لأن نخبرك أن العلاقات قد تنهار بعد مدة بسبب هذا الاتجاه الخاطئ، إذا لم يكن هناك سند قانوني، فإن الأمور ستأخذ شكلًا فوضويًّا قد يؤدي إلى خطأ قاتل يتمثل في انهيار المشروع، وذلك في حالة وجود مساهمين أو شركاء، ينبغي كتابة عقود شراكة وخلافه.

جدير بالذكر أنه لا بد من أخذ كيانك الناشئ شكلًا رسميًّا؛ بحيث تحافظ على حقوق الملكية الفكرية، وتضمن حقك عند الضرورة، إن التأخر في تسجيل ملكيتك الفكرية للمشروع واستخراج البطاقة الضريبية والسجل التجاري، ستكون مخالفة تكلفته مرتفعة فيما بعد من وقتك ومالك، وهذه أحد أخطاء رواد الأعمال المبتدئين الشائعة.

6. إدارة المشروع بشكل منفرد

لا تحاول أن تقوم بكل شيء بنفسك، إن التعامل مع مشروعك بذهن الديكتاتور خطأ يقع فيه طليعة المستجدين في عالم الأعمال، يجب أن تحيط نفسك ببعض الحكماء، أو المستشارين الذين لديهم خبرة في مجال العمل الخاص بك، حتى لا تتفاقم المخالفات والمشاكل من حولك.

عليك أن تبحث عن شركاء تمرسوا من قبل في مجال عملك، مع ضرورة أن يكونوا جديرين بالثقة التي ستمنحها لهم، وأطلعهم على ما يأتي، وخذ رأيهم فيه:

  • مناقشة أفكار العمل.
  • الإستراتيجية العامة للمشروع.
  • التحديات التي تواجه فكرة المشروع، ومدى التقدم المحرز.

وللتقليل من أخطائك من الممكن أن تستقطب عددًا لا يقل عن أربعة أشخاص، ولا يزيد عن ستة؛ ليعملوا بشركتك بصفة مستشارين؛ حتى يقل عدد أخطائك.

فرغ نفسك كمدير للشركة لمجرد التفكير والتطوير والتخطيط؛ ولن يحدث ذلك إلا إذا أعطيت موظفي شركتك بعض الصلاحيات، كما أنه إذا كان بإمكان شخص القيام بأي مهمة سواك فأسندها إليه.

7. السقوط في أخطاء التوظيف

قبل البحث عن موظفين جدد، يجب أن تعرف كل وظيفة تحتاج إلى مهارات معينة وميزانية، لذلك لا تتعامل ببذخ عند مقابلة العمل أو التوظيف، خصوصًا إذا كنت في البداية.

خطأ التعامل ببذخ مع الموظفين الجدد ربما هي من أبرز أخطاء رواد الأعمال المبتدئين، فإذا كان تعيين المستقلين كافيًا فلا تعين أحدًا بدوام جزئي، وإذا كان العمل بحاجة لدوام جزئي فقط، فلا تُعين أحدًا بدوام كامل، وعليك أن تتأكد أن شركتك لن تقوم لها قائمة إلا بموظفين ضروريين لهم الصفات التالية:

  • الاجتهاد.
  • الشمولية، والقدرة على القيام بكل الأدوار التي توكل إليهم.

8. العبث بمتطلبات رأس المال

كثير من طلائع الشباب المستجدين في العمل يتعاملون مع رأس المال بشكل خاطئ؛ فأحيانًا يقللون من الإنفاق في الوقت الذي تقتضي فيه الظروف الإنفاق بشكل ملائم، أو البذخ في إنفاق المال على أشياء لا ينبغي الإنفاق عليها بهذا الكم، إن الإدارة المالية تُمثل شريان الحياة للشركات الناشئة، ركز على التخصص، وحافظ على رأس مالك، وخطط له بإيجابية ونظام، ولا تفرط في الإنفاق، ولا تغامر بتحقيق نتائج كبيرة بإنفاق قليل، فسوف يعرضك هذا للسقوط.

9. إقصاء مدير المشروع ماليًّا

عندما تدير مشروعاً تجارياً ضع لنفسك راتبًا نظير إدارتك للمشروع، ووقتك الذي تنفقه على إنجاحه وبقائه في السوق، وتخيل معي لو أنك استأجرت شخصا لإدارة مؤسستك التجارية، ألم تكن ستعطيه راتبًا نظير إشرافه وتخطيطه وإدارته للشركة أو المشروع، الإجابة بالطبع ستكون: نعم.

إن مشروعات رواد الأعمال الذين لا يخصصون لأنفسهم رواتب نظير إدارتها، لن تربح أكثر مما تربحه إذا لم تخصم رواتبهم من الأرباح العامة للمنشأة، اخصم راتبك من أرباح المشروع دون غضاضة، حتى تستمر في العمل، وأن تضمن رفع الأرباح.

10. تسعير المنتج أو الخدمة بشكل خاطئ

لا تبالغ في وضع سعر لمنتجك أو الخدمة التي تقدمها.

فمثلًا لا ترفعه بغرض تحقيق أرباح عالية، ولا تخفضه بغرض الحصول على حصة من السوق، فكلا الأمرين خاطئ، وينبغي تسعير المنتج أو الخدمة بشكل مناسب.

11. غياب النظام المحاسبي والدفتري المحكم

بعض الأعمال الناشئة تقع في خطأ شائع من أخطاء رواد الأعمال المبتدئين وهو غياب دفاتو المحاسبة، سيساعدك الإمساك بالدفاتر، والإيرادات والمصروفات، في عدة أمور تخص مشروعك، وهي:

  • فهم العمليات المالية.
  • المحافظة على العمليات المالية.
  • إصدار القرارات الذكية.
  • تصيد الفرص في وقت مبكر.
  • تجنبك المشكلات قبل أن تستفحل، وتصبح عصية على الحل.
  • الدراية بمدفوعات الضرائب والتأمينات.

12. توسيع نطاق العمل بسرعة كبيرة

من الضروري أن يكون التوسع بطيئًا وبمعدل ثابت؛ لأنه عند رؤية النجاح، قد تكون هذه مجرد فترة ازدهار، تنتهي بأن يكون لديك موظفون يطلبون منك أجورًا، ثم لا تجد ما تدفعه لهم؛ لأنك ببساطة تعاملت مع الأمر كما لو أن النمو سيستمر، فتحدث الفوضى نتيجة هذه الرؤية المحدودة، وننصحك بأن تخبر عملاءك أن ينتظروا إلى الشهر القادم، بدلًا من أن يكون لديك عدد عملاء كبير مقابل فريق عمل صغير؛ ولا داعي لإرهاق نفسك؛ سعيًا وراء إيرادات مرتفعة.

13. الاستهانة بمطالب العمل

لقد انتشرت على نطاق واسع تلك الأفلام الوثائقية والأخبار والمقالات التي تتحدث عن ريادة الأعمال كالجنة الأرضية. وبالتركيز على النهايات التي تبدو مفرحة؛ فإن أغلب الناس قد أخذوا فكرة عن الشركات الناشئة أنها نزهة. لكن الأمر غير ذلك؛ فالشركة الناشئة تأخذ معظم وقتك ومالك، وتعرضك لفقدان العلاقات الاجتماعية والمهنية.

وقبل الختام، عليك أن تكون على دراية بأن الشركات الناشئة لا تنجح بفكر شخص واحد أو إدارته. بل إنها بحاجة إلى استشارة المختصين وعمل المتخصصين، وخبرة الموجهين.

توقع أن الفشل في بعض الجوانب لا يعني نهاية اللعبة، فتوقع الأسوأ كما تتفاءل بحذر.

لا تخش الفشل، وأقبل على العمل، بدلًا من الاستسلام، تعلم من أخطاء رواد الأعمال المستجدين الآخرين وتعلم من الناجحين. وناقش الأفكار الجديدة، لا تكن دكتاتورًا.

واعلم أنه يمكن تعديل المنتج أو الخدمة، التي تبيعها لعملائك؛ طبقًا لوجهة نظر جديدة، أو فكرة عرضت لموظف لديك، أو مستشار من مستشاريك.

ذكرنا أبرز 13 خطأ وهفوة من أخطاء رواد الأعمال المبتدئين مثل الخوف والرهبة من الفشل، غياب خطة العمل، عدم فهم الجمهور والسوق، غياب التنظيم، العمل دون تسجيل النشاط التجاري بشكل قانوني، الاستبدادية في إدارة المشروع، التعامل ببذخ مع الموظفين الجدد، تسعير السلعة أو الخدمة بشكل خاطئ، غياب النظام المحاسبي وغيرها، ونتمنى على القراء وخصوصا أصحاب المشاريع الريادية، تجنب الوقوع فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!