أدب وثقافة

مفهوم القصة القصيرة: عناصرها وأنواعها

تعد القصة القصيرة واحدة من الأعمال الأدبية التي تجد رغبة في القيام بها نسبة كبيرة من الشباب وصغار السن. لكن البعض قد لا يجيد كتابة عناصرها وليس لديه فكرة عن تاريخها وأنواعها. وفي هذا التقرير سوف نرصد لك كل ما يتعلق بالقصة القصيرة.

ما هو مفهوم القصة القصيرة؟

تعتبر القصة القصيرة أحد الأعمال النثرية الخيالية المختصرة، التي تصغر بكثير في عدد الصفحات والأحداث والشخصيات عن الرواية. ويبلغ عدد كلماتها ما يقل عن 10 آلاف كلمة. يكون هدف الكاتب عند كتابتها هو تقديم حدث واحد تبنى عليه جميع الأحداث القصيرة. وتعبر هذه القصة جانباً مهماً من جوانب الحياة عند الكاتب، يرتكز عليه بنيان القصة كلها. لكن يجب أن يكون حدثاً منسجماً، يجتمع في هذا العمل الأدبي مجموعات شخصيات قليلة العدد وقد يكون شخصاً واحداً، كل شخصيات القصة يكونون مرتبطين بمكان وزمن واحد متعلق بالحدث الرئيسي في القصة.

في تعريف مختلف للقصة القصيرة قيل إنها أحد أشكال السرد القصصي المختلف، لكن سرداً قصيراً. تبنى على مجموعة من العناصر الدرامية إضافة إلى الأشخاص. كما تعتمد الحبكة الدرامية للقصة على الصراع وتشابك عناصر القصة القصيرة كما تزاد قيمة القصة الفنية.

كيف جاء تاريخ القصة القصيرة؟

بدأ تدوين تاريخ القصة القصيرة قبل معرفة البشر الكتابة، وتحديداً في المرحلة الشفهية التي اعتمدت على الاستماع فقط. وكان هدف هذه القصص هو بناء الحكايات باختلاف طول وقصر كل حكاية. وكان يحكي القصة شخص يدعى الراوي، الذي اعتمد في طريقته على العبارات المألوفة ونمط العرض الثابت.

حملت بعض الأشعار القديمة التي نذكر منها على سبيل المثال حكاية البابلية القديمة، والتي تعتبر من أقدم الحكايات. وكذلك نقلت ملحمة جلجامش، في الأشعار القديمة. وهناك العديد من القصص والروايات التي انتقلت بين الناس في حضارات الشرق الأوسط القديم جاءت على هيئة أشعار ومنها شعر حرب الآلهة. إضافة إلى ذلك الروايات التي تم تدوينها من خلال الخط المسماري على ألواح مصنوعة من الطين وذلك في فترة الألفية الثانية ق. م.

يعود أصل السرد القصير حول الروايات والحكايات إلى الأساطير القديمة التي كانت تنتقل بين الناس. وكذلك بسبب الخرافات التي انتقلت من مجتمع إلى غيره على مستوى العالم كله. وفي المجتمعات التي عرفت الكتابة كان يتم حفظ الروايات في ألواح مكتوبة بينما المجتمعات التي لم تكن تعرف الكتابة احتفظت بقصص الروايات والخرافات بشكل شفهي اعتمد على السمع والحفظ فقط.

ظلت حياة الروايات والقصص متداولة بين الناس بشكل مسموع حتى قدوم القرن الرابع عشر. حتى جاءت إلينا القصص الشهيرة مثل ألف ليلة وليلة، وحكاية الليالي العربية. وكذلك حكايات كانتربري التي كتبها جيفري تشوسر، وغيرهم.

بدأ في أوائل القرن التاسع عشر، تظهر مجموعات قصصية لبعض الكتاب بشكل فردي. ظهرت في تلك الفترة حكايات الأخان جريم الخيالية وقصص شارلوك هولمز، وبعد ذلك بدأت تظهر روايات القوطية التي كتبها إدغار آلن بو، انتهت تلك الفترة بظهور قصص أنطون تشيخوف. وكان هذا الرجل رائد القصة القصيرة الحديثة في العالم. وبعد معرفة الطباعة والنشر وبدأت تظهر المجلات المطبوعة انتشرت الروايات انتشاراً واسعاً.

عناصر القصة القصيرة الأساسية

تعتمد القصة القصيرة في عناصر بنائها التكويني كأحد القوالب الأدبية على التبسيط. إذ أنها ترتكز في مكان واحد وكذلك في زمن محدد، يركز الكاتب في تقديمها على شخصية واحدة أو شخصيتين. لكن بشكل مختصر وبدون تفاصيل مطولة، حيث يوظف الكاتب الكلمات بشكل متميز لتكون خالية من الحشو بشكل كامل وتلعب كل كلمة دورها.

يقوم بنيان القصة القصيرة على الحبكة الدرامية الواحدة، وتتبع القصة شكل تقليدي من السرد. يبدأ بعملية الوصف ثم تتصاعد الحركة أو الحبكة بشكل تدريجي حتى تصل إلى ذروة الصراع الدرامي موضع القصة. كما يضع سرد القصة في نهاية الموضوع، وفي منتصف الأحداث من السرد يركز الكاتب على كتابة المشاهد الدرامية الأكثر جذباً للقراء.

تحكي القصة القصيرة التي تركز على أحداث الأزمنة الماضية على الدروس الأخلاقية والعبر وكذلك تركز على الموضوعات المركزية. لكننا في هذه الفترة نجد أن نهايات القصص القصيرة تركز على الغموض، وهذا بدوره يدفع القارئ للبحث عن نهاية مناسبة من وجهة نظره لكن الكاتب يترك النهاية مفتوحة كي يدع القراء يضعون فهماً من وجهة نظرهم يفسر سلوك البشر أو الوقائع بشكل عام.

تعد القصة القصيرة كعمل أدبي يتناسب مع النثر. وبالرغم من ذلك فإن الكتاب الجدد يستهدفون بالأساس خلق حالة مزاجية متميزة من خلال استعراض الأحداث بالاعتماد الصور الجمالية واختيار الكلمات المناسبة، ووجهة النظر ونمط الجملة وغير ذلك.

اقرأ أيضاً: قصة قصيرة أو أقصوصة: نشأتها وطولها المناسب

أنواع القصص القصيرة

يختلف السياق الدرامي للقصة القصيرة، كما يتنوع بحسب السياق الرئيسي للقصة مثل أن تكون القصة بوليسية، أو قصة كوميدية أو قصة سيرة ذاتية، أو قصة تعتمد على الغموض أو الرعب أو السياسة أو الرومانسية وغير ذلك، ومن حيث الأنواع الرئيسية هي ما يلي:

  1. الرواية: تعتمد الرواية على تقديم الدروس الأخلاقية التي تستخدم فيها المخلوقات الأسطورية، والحيوانات وقوى الطبيعة.
  2. الخيال: يعتمد هذا النوع على التطور النهائي السريع أو المفاجئ، لكن بالرغم من وصول عدد كلمات القصة هنا إلى 2000 كلمة، إلا أنها تفتقر إلى الحبكة التقليدية.
  3. ملحمة صغيرة: وهذه الملحمة قصيرة للغاية حيث يصل الحد الأقصى لعدد الكلمات 50 كلمة.
  4. المقالة القصيرة: تركز على الوصف ولا تستند إلى السرد، أو تحتاج إلى حبكة درامية. لكن في الغالب تعطي تفاصيل مهمة حول إحدى الشخصيات أو الأفكار.
  5. الحداثة: تعتبر الحداثة على طريقة المونولوج الداخلي في السرد والحكاية.
  6. ما بعد الحداثة: في هذه المرحلة يتم استخدام عنصر التناقض خلال العرض الأدبي وتتكون علاقة واضحة بين مؤلف النص والقارئ والنص نفسه.
  7. الواقعية السحرية: هنا يتم الجمع بين عناصر القصة التي تحمل جزءاً من الواقع ومعه يتداخل الخيال. وهنا نكون قد انتهينا من الحديث حول عناصر القصة القصيرة.

مصادر ومراجع

اقرأ أيضاً: ما هي قصة مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!