التاريخ والحضارةمعارف ومعلومات

ما هو سبب تسمية الحرب الباردة بهذا الاسم؟

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية اشتعلت الحرب الباردة بين القوى العظمى في العالم وهما القوى الأمريكية والسوفيتية، ويعود سبب تسمية الحرب الباردة لوصف شدة الصراع بين الدولتين وحلفائهم.

وأيضاً سبب التسمية يعود لكونها حرب نوع جديد من الحروب الشرسة الغير معلنة بين الطرفين. بلغت شدة التوتر بين الدولتين لتبدو كأنها حرب حقيقة، ولكن دون الاعتماد على معدات حربية، واستغرقت تلك الحرب سنوات طوال.

مصطلح الحرب الباردة

  • الحرب الباردة Cold War هو مصطلح سياسي يشير إلى التنافس الشرس بين الدول الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي سابقاً وبين الدول الغربية خلال الفترة من نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية فترة الثمانينات.
  • كان أحد أطراف المنافسة هو الاتحاد السوفيتي، الذي كان يسمى الجمهوريات الاشتراكية (سابقا) وحلفائها الشيوعيين المعروفين باسم الكتلة الشرقية، وكان معظم حلفاء الاتحاد السوفيتي من دول أوروبا الشرقية مثل رومانيا والمجر ويوغسلافيا وغيرها.
  • على الطرف الآخر كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الديمقراطيون، المعروفون باسم الكتلة الغربية ويمثلون إلى حدٍ ما دول أوروبا الغربية. أما بالنسبة للصراع بين الجانبين، فقد أطلق عليه اسم الحرب الباردة؛ لأنه لم يتضمن حروبا ساخنة ذات قيمة.
  • بدأ انتشار مصطلح “الحرب الباردة” بشكل فعلي منذّ بداية حدوث اختلافات بين الرأسمالية والشيوعية عام 1917 ميلادية. في واقع الأمر، يعود استخدامه لأول مرة إلى القرن الرابع عشر.
  • كان أول من استخدم مصطلح “الحرب الباردة” ملك إسبانيا خوان ايمانويل، ومن ثم استخدمه رجل الاقتصاد الأمريكي برنارد باروش.
  • وبتكرار تردد المصطلح من الصحفي ولتر ليمان أصبح من أهم المصطلحات الشائعة في بدايات القرن الماضي.
خريطة تظهر تأثير الحرب الباردة وتغير حدود دول أوروبا الشرقية ما بين عام 1938 - 1948
خريطة تظهر تأثير الحرب الباردة وتغير حدود دول أوروبا الشرقية ما بين عام 1938 – 1948

سبب تسمية الحرب الباردة

حدث توتر وعدم ثقة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية بسبب الرأسمالية والتحدي البلشفي والعديد من الأمور الأخرى. بداية من قيام الاتحاد السوفيتي لإسقاط عدة نظم رأسمالية ليحل محلها بنظم شيوعية. أضف إلى ذلك عقد روسيا لمعاهدة برست ليتوفسك مع ألمانيا، وكانت خصمًا لهم في الحرب العالمية الأولى، ونتج عن تلك المعاهدة انسحاب روسيا من المعركة.

قامت الولايات المتحدة بدعم الحركة البيضاء في الواقع كان ذلك نوع من التدخل الصريح في الشؤون الداخلية الروسية في فترة الحرب الأهلية، إضافة إلى عدم اعترافها بالاتحاد السوفيتي حتى عام 1933 م. تراكمت تلك الأسباب ورسخت الشك وعدم الثقة وخاصة بعد معاهدة رابللو التي تفيد بإنهاء الخلافات وعدم الاعتداء على ألمانيا وروسيا.

رغمًا عما قدمه الطرفان من جهود مشتركة أثناء الحرب العالمية الثانية، إلا أن السوفييت اشتبهت بمؤامرة أحيكت لهم من قبل البريطانيين والأمريكيين. وذلك، لتحميلهم العبء الأكبر من المعارك الواقعة بينهم وبين ألمانيا النازية. في الحقيقة، تحولت العلاقة بينهم كنوع من أنواع العداء الخفي.

بمجرد الانتهاء من الحرب العالمية الثانية حاولت دول الحلفاء الاتفاق على شكل الحدود الأوروبية. كان لكل طرف آراؤه التي تباعدت كثيرًا حول الطُرق المُتبعة لدعم السلام الدولي، لذا بدأت الحرب الباردة. كانت أمريكا ترغب في نشر نموذجها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية.

وبخلاف ذلك، كان النموذج السوفيتي يعتمد اعتمادًا كليًا على فكرة التكامل مع حدودهم، تجنبًا لما تعرض له من دمار أثناء الغزو. وبالأخص ما لحق بهم من دمار أثناء الحرب مع الألمان وهي من أشرس الحروب في المنطقة. في الواقع، كانت غاية موسكو في النظام الأوروبي الجديد ضمان الأمن لمجمل دول الاتحاد السوفيتي لذا اشتد الاختلاف بين الطرفين، وبدأت الحرب الباردة بكل ما تتضمنه من معنى.

سبب تسمية الحرب الباردة؛ لأنه لم يشمل حروبا ساخنة ذات قيمة
سبب تسمية الحرب الباردة؛ لأنه لم يشمل حروبا ساخنة ذات قيمة

نهاية الحرب الباردة

في عامي 1988 و 1989، قام الاتحاد السوفيتي بسحب قواته العسكرية من أفغانستان، وفي أواخر الثمانينيات، بدأ الاتحاد السوفيتي في خفض عديد قواته في أوروبا الشرقية. أما في داخل الاتحاد السوفيتي، سمح غورباتشوف بمزيد من حرية التعبير والديمقراطية. وشجع على هذا الأمر في دول أوروبا الشرقية.

انتهى الحكم الشيوعي في عام 1989 في العديد من دول شرقي أوروبا، مثل تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية والمجر وبولندا ورومانيا، كما تم تحقيق الوحدة عام 1990 بين أجزاء ألمانيا الغربية والشرقية.

في عام 1991. انقسم الاتحاد السوفيتي إلى عدة دول مستقلة غير شيوعية. في عام 1992، أعلن الرئيسان الروسي بوريس يلتسين والرئيس الأمريكي جورج بوش الأب أن البلدين قد أنهيا رسميا عداوتهما التي طال أمدها. في الواقع الكثير من الناس يعتقدون أن هذه الأحداث المتتالية أنهت الحرب الباردة.

انتهت الحرب الباردة في بداية تسعينيات القرن الماضي بسبب انهيار الاتحاد السوفييتي. وبعد الحرب الباردة، انفتحت الآفاق أمام الحكومة الرأسمالية الأمريكية في السيطرة على العالم أجمع.

لخصنا في هذا المقال سبب تسمية الحرب الباردة، والذي يعود إلى أمرين رئيسين:
الأمر الأول: لوصف شدة الصراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية.
الأمر الثاني: كونها حرب باردة غير معلنة بين الطرفين، ولا تستخدم العتاد العسكري في المواجهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!