التاريخ والحضارة

ضعف الخلافة العباسية: 5 أسباب أدت إلى سقوط دولتهم

هناك عدة عوامل أدت إلى انهيار وضعف الخلافة العباسية وسقوطها لاحقاً، وسوف نذكر أهم تلك الأسباب فيما يلي:

الأسباب التي أدت إلى ضعف الخلافة العباسية

1. نظام الحكم وتولية العهد

فقد مضت العادة عند الخلفاء والحكام العباسيين على أن يتم التوصية بالحكم لعدد من الأشخاص المعينين من بعدهم. وهو ما أثار عدداً من النزاعات والخلافات بين أبناء الخلفاء والقائمين على شؤون الحكم في البلاد. مما فتح الباب للدخلاء وأعداء الأمة لكي يستغلوا هذه الحال من الفرقة والتخبط للعمل على إضعاف الدولة العباسية بشكل أكبر.

2. تعدد الخلافات في الأمة الإسلامية

أدت الانقسامات الحاصلة في سلطة الحكم للدولة العباسية إلى تفتيت الوحدة الإسلامية وقيام ثلاثة خلافات في وقت واحد وهي: الخلافة الأموية في الأندلس، والخلافة العباسية في العراق، والدولة الفاطمية في المغرب وفي شمال أفريقيا. وقد حدث التناحر بين هذه الخلافات الثلاث سعياً لإضعاف الطرف الآخر والاستيلاء المفرد على الحكم.

3. انسلاخ عدد من الولايات وانفصالها عن الدولة الإسلامية من أسباب ضعف الخلافة العباسية

أعلن الولاة في بعض الولايات الإسلامية انفصالهم عن دولة الخلافة بسبب انشغال الخلفاء والحكام بالشهوات والملذات ونتيجة للمشاكل الداخلية وتراكم الفتن.

4. سعة الرقعة الجغرافية للدولة الإسلامية

نتيجة لتوسع رقعة الدولة العباسية، بات من العسير السيطرة على تلك المساحات الشاسعة؛ نظراً لضعف الخليفة العباسي واستسلامه للشهوات والرغبات، وحرصه على البذخ والترف، ما نتج عنه انهيار منظومة الدولة وتفككها وبالتالي سقوط الدولة العباسية.

5. دخول كيانات جديدة في جسم الدولة الإسلامية؛ مما أسهم في ضعف الخلافة العباسية

لقد أسهم الفُرس والترك في أن يصل العباسيون إلى مقاليد الحكم. ما أوجب عليهم تقدير جهودهم بتعيينهم في المناصب العسكرية والمدنية الرفيعة في الدولة.

لكن كانت هناك مساعٍ أخرى للفرس تتمثل في انتزاع السلطة من العباسيين ونقل دفة الحكم إلى البلاد الفارسية. وقد تم القضاء على هذه المساعي من قبل هارون الرشيد، وقد تكررت المحاولة مرة أخرى في ولاية الخليفة المعتصم بالله. بيد أنها كانت مع الأتراك في هذه المرة. ولكن نفوذهم كان أقوى وأشد فتكاً لدرجة مكنتهم من القيام بتولية الخلفاء وعزلهم الأمر الذي أضعف من هيبة الخلافة العباسية.

الدولة العباسية

خريطة الخلافة العباسية

الدولة العباسية تعتبر ثاني أكبر خلافة في عمر الأمة الإسلامية. وقد ظهرت للوجود بعد إطاحة حكم الخلافة الأموية في عام 750 م. واستمرت إلى العام 1258 م، حيث سقطت بعد الغزو المغولي (التتري) عليها.

ترجع تسمية الخلافة العباسية إلى العباس عم النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهو العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، المتوفى سنة 653 م. حيث سعى أفراد من الأسرة الهاشمية من سنة 718م إلى بسط السيطرة على الخلافة الإسلامية، وانتزاعها من أيدي الخلفاء الأمويين، وقد حدث لهم ذلك في عام 747م حين قامت الثورة العباسية بقيادة “أبي مسلم الخراساني” والتي أدت إلى قتل الخليفة الأموي آنذاك مروان بن محمد وهو آخر خلفاء بني أمية.

إنجازات الدولة العباسية

على الرغم من السلبيات التي ظهرت في نهاية حقبة بني العباس، لكن هذا لا يعني أنه لم تكن هناك مميزات في فترة تألق تلك الدولة، فقد حفل عصر الخلافة العباسية بعدد من الإنجازات الضخمة التي خدمت الأمة الإسلامية لقرون طويلة، وسوف نذكر أهم تلك الإنجازات فيما يأتي:

استحداث بيت المال للمسلمين: وهذه المؤسسة كانت تشرف على الإيرادات العامة للدولة، ولذلك، كانت تتولى توزيع تلك النفقات المالية في مصارفها الصحيحة.

نظام السرايا أو (الشرطة): وقد كانت مهمته الأساسية الحفاظ على أمن المجتمع والسلم داخل ربوع الدولة العباسية.

ديوان الحسبة (الرقابة): وكانت مهمته تولي الدور الرقابي على عدد من القطاعات التجارية والسياسية والمجتمعية، ومن ثم تقويم سلوكياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!