ملخص كتاب فن اللامبالاة

يعتبر كتاب فن اللامبالاة، أحد أبرز كتب التنمية البشرية التي انتشرت مؤخراً، كتبه الكاتب العالمي مارك مانسون Mark Manson، تدور فكرة الكتاب حول سعادة البشر ووسائل تخطي الأزمات والتعامل الجيد مع الشدائد، وفي هذا التقرير سوف نقدم لك ملخص كتاب فن اللامبالاة.

الفشل هو طريق التقدم في كتاب فن اللامبالاة

يتحدث الكاتب في هذا الفصل حول أهمية الاستفادة من تجارب الفشل في حياتنا، والتي تدفعنا لا محالة إلى تحقيق النجاح، وأن الأشخاص الذين حققوا نجاحات بارزة في أحد المجالات كان لهم تجارب فاشلة قاسية، مثل الطفل الصغير الذي يحبو فهو لا يتعلم المشي إلا بعد مئات المحاولات الفاشلة، الغريب أن الكاتب يرى محاولات البعد عن الفشل هي محاولات بالأساس للبعد عن النجاح، لكن في الوقت نفسه يمكن تجنب تكرار المحاولات الفاشلة المتتالية من خلال البعد عن الأخطاء، حتى يختفي الفشل.

أنا وأنت مخطئين بكل شيء

يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن قصة بطل جديد، أفنى عمره وهو يظن أن كل ما يؤمن به من أفكار فهي صحيحة بلا شك بدءاً من مرحلة الطفولة ومروراً بمرحلة المراهقة وحتى أن بلغ مرحلة البلوغ، بالرغم من التغير الواضح الذي يظهر على كل مرحلة، لكن بعض الأشخاص الذين يتعمدون ألا يقرروا الاعتراف بما تغير في حياتهم، لكن بطل هذه الشخصية يتعرض للحيرة غير المتوقعة بسبب التغير المستمر الذي يتعرض له، وذلك بسبب إيمانه بأن التغيير المستمر يعتبر يقيناً ثابتاً، وهذا اليقين عدو التطور في نظر الكاتب.

ويطلب الكاتب من القارئ في هذا الفصل أن يعطي للشك دوراً فيما يتعلق بحياتنا من معتقدات ومشاعر وحتى المستقبل المجهول، وأن نبحث باستمرار عن الأخطاء التي نفعلها ويمكن أن تؤثر على حياتنا بشكل سلبي.

اقرأ أيضا: 20 من أهم كتب أدهم شرقاوي

قيمة المعاناة

في كتاب فن اللامبالاة، يتحدث المؤلف عن قيمة المعاناة التي يمر بها الأفراد في حياتهم في فصل مستقل، وخلال الشرح يسرد قصة، رجل شرطة ياباني الجنسية، طلب منه الإمبراطور الياباني أن يُخلص إلى بلاده، ويقدم كل جهده للانتصار في حرب أمريكا ضد اليابان.

تأثر الضابط بحديث الإمبراطور إليه، حتى بعد انتهاء الحرب، ظل ذلك الضابط يعيش بين القوارض والحشرات، لمدة زادت عن ربع قرن من الزمان، يعرض حياته للمخاطر والمتاعب التي لا تنتهي، حتى أفنى عمره فيما لا ينفعه وندم وحزن حزناً شديداً، حتى اليابانيين أنفسهم انقسموا في تقدير هذا الرجل، إذ يراه البعض أنه رجل الوفاء. أما البعض يراه رجل الغباء، وهذا معناه أن مقياس ومفتاح النجاح والفشل لديك يختلف عن غيرك، لذلك لا تهتم إلا بما تصنعه لنفسك وما يجعلك راضياً عن نفسك، ولا تجعل حياتك عرضة لتقدير الآخرين.

لا تحاول من كتاب فن اللامبالاة

يتناول هذا الفصل من كتاب فن اللامبالاة، الذي عرضه الكاتب تحت عنوان، لا تحاول، عن قصة بطل، وصل إلى أهدافه واستطاع أن يحقق كل ما يريده بعد الكثير من الجهد والعمل، وبعد معاناة استمرت لسنوات طويلة، لكن بعد رحيل هذا الرجل، وجدت عبارة “لا تحاول” مكتوبة على قبره، وهي جملة غير متوقعة أن يكتبها شخص الجميع يعتبرونه مثل أعلى ومحارب، لكنه لا يرى في نفسه صفة البطولة، بل يرى نفسه فاشلاً، والفشل كان سبباً في نجاحه وشهرته، ولم يكن النجاح وحده هو سر تقدير الناس له، بل الجميع يرون فيه أنه تحدى وواجه صراعاً مع المحاولات الفاشلة، ولم ينجح بدون مروره بتجارب فاشلة.

علق الكاتب على هذه القصة، بأن النجاح عندما يتحقق يترتب عليه تطور ذاتي لشخصية الأفراد، لكن النجاح والتطور ليس بالضرورة أن يكملا بعضهما، بل ويرى أن النجاح الذي يحققه الفرد يبنى بالأساس على ما يفتقر إليه، وذكر المؤلف مثالاً وهو أن الشخص الذي يبحث عن طرق تساعده في كسب المال، لديه قناعة مسبقة بأن راتبه قليل، والشخص الذي يقوم بعمل تمرينات رياضية قاسية، فهذا يدل على أنه غير ناجح ويريد إثبات العكس لنفسه.

اقرأ أيضا: ملخص كتاب الأب الغني والأب الفقير

السعادة مشكلة

يحكي المؤلف في هذا الفصل قصة ابن أحد الملوك الذي كان يعيش في عز وكرم، وفي يوم من الأيام قرر أن يخرج من القصر، ولما خرج شاهد معاناة الناس بين الفقر والمرض، شعر بالصدمة وبدأ يتمرد على أسلوب معيشته ويراها حياة سخيفة، دفعته هذه الأفكار إلى الهروب من القصر ليعيش بين الفقراء، حتى آل به الحال إلى التشرد، وأصبحت حياته تعيسة بائسة، لكنه علم أن الحياة نفسها هي المعاناة الحقيقية التي يشعر بها الفقير بسبب فقره والغني بسبب غناه.

ثم تحدث الكاتب عن تنوع أشكال المعاناة بين الناس بغض النظر عن مستوياتهم المادية، إضافة إلى حديثه عن الشعور بالرضا، والآلام عند الأفراد التي تساعدهم في تحديد مواقفهم من الأمور، ويجعلهم قادرين على حل المشكلات؛ مما يحقق لهم السعادة.

وبعد ذلك تموت

في هذا الفصل الذي جاء بعنوان وبعد ذلك تموت، ضمن فصول كتاب فن اللامبالاة، يتحدث الكاتب عن مواجهة البشر للموت، من خلال عدم الاستسلام للمخاوف التي تحيط بهم، وأن الاستمرار في محاربة المخاوف وعدم الاستمتاع بالحياة يجعل الإنسان يعيش كأنه ميت، لذلك على كل الأفراد أن يتجنبوا التفكير المبالغ فيه عن الموت، ويعتبر الكاتب أن حقيقة وجود الموت تجعل لكل شيء قيمته، ولو أن الموت غير موجود لأصبحت الحياة ليس لها قيمة.

ثم يتطرق الكاتب للحديث عن قيمة الحياة التي يعيشها البشر، وأن الغاية من وجود الحياة ربما يكتشفها الناس في النهاية أو في منتصف حياتهم، وربما أيضاً قد لا يصل أحد إلى حقيقة الحياة، لكن ما الذي يمكن أن يفعله الإنسان حتى يصل إلى الغاية من الحياة؟ ويضع الكاتب إجابة منطقية لهذا السؤال الفلسفي، إذ يقول إنه في حالة عدم الوصول إلى الغاية من الوجود، عليك أن تصنع هذه الغاية بنفسك، ويجب ألا يظن الإنسان أن حياته تنتهي بموته، فإنه قادر على صناعة خلوده، وأن يظل الناس يتذكرون اسمه دائماً وأفعاله ونجاحه في الحياة، وما قدمه من إنجازات خالدة.

أنت شخص عادي، ولست محور الكون

في هذا الفصل من كتاب فن اللامبالاة، يروي المؤلف قصة جديدة، تدور أحداثها حول شخص نشيط جداً، ويقدر دوره في الحياة وذاته الشخصية بشكل كبير، بل يرى نفسه أنه شخص في غاية الأهمية، لدرجة أنه يظن أن جميع من حوله يحتاجون إليه، الأمر وصل به إلى كتابة أسماء المشاهير حول العالم الذين احتاجوا إليه، أو طلبوا منه مساعدة في يوم من الأيام، ودائماً ما كان يذكر ذلك، ويتحدث عن دوره الرهيب في خدمة الناس.

ولكن حقيقته كانت عكس ما يقول، إذ يعيش عالة على والديه، ويزعم أنه رجل أعمال ويحاول بكل الطرق أن يجذب رجال الأعمال إليه، حتى إن تعرض إلى النقد، فإنه لا يرحب بذلك، بل يعتبر النقد غيرة وحقد عليه بسبب نجاحه، واستخدم الكاتب هذه القصة حتى يناقش مفهوم التقدير العالي للذات، الذي ظهر بكثرة في فترة السبعينيات، ويرى أن هذا الموضوع يجب أن يتم إلقاء الضوء عليه في المراحل التعليمية المختلفة، وينصح المؤلف، بضرورة عدم تقدير الذات بشكل مبالغ فيه حتى يتمكن الأفراد من حل المشكلات التي يتعرضون لها.

تعلم أن تقول لا

يتحدث مارك مانسون في مؤلفه فن اللامبالاة، عن أهمية الرحلات والسفر التي تجعلنا نتعرف على الثقافات المتعددة حول العالم، ونرى أشخاصاً مختلفين، ويصبح لدينا تقبل لكل شيء غريب عن المألوف داخل مجتمعاتنا، ويصبح الرفض هنا رفضاً لعدم القبول نفسه، وإن كنت تقبل كل شيء بدون حتى انتقاده فأنت هنا تعيش حياة بلا معنى وغير مفهومة.

لكن تجنب المواجهات في حالة رفض أمر من الأمور يجعل الإنسان أكثر شعوراً بالاستحقاق، وربما لرغبته بإبعاد الفشل والمعاناة عنه، فهو يريد أن يشعر بالمتعة في حياته فقط دون إزعاج، لكن هؤلاء في نظر الكاتب معرضين للوقوع في الفخاخ خاصة في علاقاتهم الاجتماعية، الفخ الأول هو تحملهم المسؤولية عن الأشخاص حولهم، أو يصبحوا عرضة إلى تحمل المشكلات التي تقع عليهم من تزايد علاقاتهم الاجتماعية.

أنت في حالة اختيار دائم

تناول الكاتب في فصل “أنت في حالة اختيار دائم” في كتابه فن اللامبالاة، 3 قصص مختلفة، تدور حول أشخاص على درجة كبيرة من الشهرة، يتعرض الثلاثة لظروف سيئة ويتمكن كل واحد منهم أن يستثمر هذه الظروف بطريقة مختلفة عن غيره من الثلاثة.

أولهم رغب في التخلص من حياته عن طريق الانتحار، لكنه يراجع قراره، ويتمكن من إعادة تأهيل نفسه والعمل على النجاح حتى أصبح من الأسماء البارزة في مجال علم النفس في أمريكا.

الثاني تأثر بما حدث له، وكان كل همه هو الانتقام؛ مما حدث له، ولم يتمكن من نسيان الماضي الذي أثر عليه بشكل سلبي.

أما الشخصية الثالثة، فقد نجح في التخلص؛ مما حدث له، لكن الماضي لم ينته في نفسه، لكن الثلاثة اتفقوا على الاهتمام بالمسؤولية وتحمل الظروف مهما بلغت صعوبتها، واستطاعوا أن يخرجوا أنفسهم مما كانوا فيه، وتمكنوا من تغيير الحياة الخاصة بهم وأوضاعهم، وهذا معناه أن حياتنا هي مسؤوليتنا نحن ونحن من يجب عليه أن يدافع عنها.

قد يهمك: تلخيص كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية لستيفن كوفي