معارف ومعلومات

ما هي دول البلطيق؟

تعرف دول البلطيق بالعديد من الأسماء منها: بلدان البلطيق، أمم البلطيق، جمهوريات البلطيق، الدول البلطية. تشترك جميعها في مصطلح البلطيق وهو بشكل مبسط مفهوم جغرافي سياسي يستخدم للإشارة إلى ثلاث دول ذات سيادة مستقلة وهم: إستونيا، لاتفيا وليتوانيا في شمال أوروبا على ساحل بحر البلطيق من جهة الشرق.

هذه الدول الثلاثة أعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، منطقة اليورو، حلف شمال الأطلسي. كما انضموا للاتحاد الأوروبي بداية من عام 2020. جاء في تصنيف البنك الدولي أن الدول الثلاثة ذات اقتصادات منتعشة ومرتفعة الدخل كما تحافظ على معدل مرتفع جداً فيما يخص التنمية البشرية.

  • مصطلح جيوسياسي يشير عادةً إلى ثلاث دول ذات سيادة على الساحل الشرقي لبحر البلطيق وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
  • حصلت هذه الدول المتواجدة على حدود الاتحاد الأوروبي مع روسيا على استقلالها أولاً عن الإمبراطورية الروسية مع نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918. ثم لاحقًا على استقلالها عن دول الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات بعد انهيار جدار برلين.
  • يعيش نحو 6 ملايين شخص (حسب إحصائيات 2021) في دول البلطيق؛ العواصم الثلاث هي ريغا (لاتفيا)، وفيلنيوس (ليتوانيا). وتالين عاصمة (إستونيا).
  • اللغات المتداولة هي الليتوانية والإستونية واللاتفية، في لاتفيا إستونيا، ربع السكان من أصل روسي.

مصطلح دول البلطيق

مصطلح دول أو بلدان البلطيق لا يستخدم في منهج المناطق الثقافية أو اللغة. ولا يعبر عن الهوية الوطنية لهذه البلاد، لأنه على الرغم من أن شعوب لاتفيا وليتوانيا بلطيقية. لكن غالبية سكان دولة إستونيا من الشعوب الفينية.

في الحقيقة لا يوجد اتحاد رسمي يضم الثلاث دول. لكن يوجد تعاون بينهم في السياسة الخارجية ومجالات الطاقة، النقل، الدفاع والأمن بالإضافة إلى المشاركة في التعاون الحكومي البرلماني والدولي.

اقرأ أيضا: من هو فولوديمير زيلينسكي؟

أصل تسمية البلطيق

حصلت دول البلطيق على اسمها نسبة لبحر البلطيق. وهو اسم يرجع للقرن الحادي عشر حسب ما ذكره آدم البريمني (بالإنجليزية Adam of Bremen) باللاتينية مار بالتيكم.

توجد العديد من النظريات التي تفسر أصل الاسم، ولكن جميعها يشير في النهاية إلى الأصول كلمة “بهل” الهندوأوروبية، والتي تعني أبيض نزيه وتحتفظ بهذا المعنى في البلطيقية الحديثة، حيث إنها تعني في اللغة اللتوانية “بالتس” Balts وفي اللغة اللاتفية البلات وهي بيضاء، لكن هذه الأسماء الحديثة للبحر والمنطقة المحيطة به.

بحر البلطيق

ظهر هذا البحر على الخرائط في العصور الوسطى باللغات الجرمانية بالمعنى الذي يقابل البحر الشرقي. أوستاسوين باللغة الدنماركية، أوستسي باللغة الألمانية، أوشتسي باللغة الهولندية وأوستخون باللغة السويدية.

يقع الجزء الأكبر من بحر البلطيق شرق النرويج، الدنمارك، السويد وألمانيا. تم استخدام هذا المصطلح للإشارة إلى المستعمرات البلطيقية التابعة لإمبراطورية السويد وبعد ذلك استخدم للإشارة للمحافظات البلطيقية داخل إمبراطورية روسيا. ظهرت في النصوص القديمة المصطلحات والمفاهيم المرتبطة باسم البلطيق. لكنه اختفى لفترة وعاد للظهور كصفة بالتيش باللغة الألمانية التي باتت شائعة في بقية اللغات.

مقالات ذات صلة

استخدام اسم دول البلطيق

في القرن الـ 19 بدأ استخدام اسم البلطيق بدلا من أوستسي لهذه المنطقة. كذلك استخدم في عام 1859 بريبالاسكي وهو ما يقابلها في الروسية. كان هذا التحول بسبب اعتماد نخبة من الألمان البلطيقيين في الإشارة إلى أنفسهم على مصطلحات مشتقة من بالتيش.

وحتى بداية القرن الـ 20 كان مصطلح دول البلطيق شائعا في البلاد التي تجاور بحر البلطيق خاصة الدنمارك والسويد، وفي الإمبراطورية الروسية وألمانيا أحياناً.

ومع تكون رابطة الشمال الأوروبية المعروفة باسم جمعية الشمال توقفت الدنمارك والسويد عن استخدام هذا المصطلح.

وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى باتت الدول السيادية الموجودة على ساحل بحر البلطيق الشرقي بما في ذلك لاتفيا، إستونيا وليتوانيا تعرف باسم بلدان البلطيق، وانضمت أيضاً دولة فنلندا واستمر ذلك خلال الفترة بين الحرب العالمية الأولى والثانية.

تاريخ بلدان البلطيق

بداية من القرن الثامن عشر وحتى العشرين كانت تعتبر بلدان البلطيق جزءاً في الإمبراطورية الروسية، حتى تمكنت الدول الثلاث من نيل الاستقلال وحققت السيادة في عام 1918 تزامنا مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم وقعوا تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي لفترة قصيرة، في فترة الحرب العالمية الثانية سيطرت عليهم ألمانيا النازية قبل أن يعودا للاتحاد السوفيتي.

بعد سقوط الاتحاد السوفييتي صنفت دول البلطيق الاحتلال كتصرف مخالف للقانون ونالت استقلالها لتعود إلى الحال التي كانت عليه قبل الحرب الباردة، عام 1991 عندما سقطت الشيوعية في شرق أوروبا.

الحملات الصليبية في الشمال

مع بداية القرن الثالث عشر أصبح الأرثوذكس الشرقيون، الوثنيون، الشعوب الفنلندية في المنطقة والبلاطقة هدفا لحملات الصليبيين في الشمال، في نهاية الحملة الليفونية الصليبية تم إنشاء دولة تيرا ماريانا الصليبية بشكل رسمي، المعروفة باسم ليفونيا في جنوب إستونيا وتقع على أرض لاتفيا الحديثة.

تم تقسيم هذه الدولة إلى 4 أساقفة مستقلة عن بعضها مع أرض أخوة السيف الليفونيين، وبعد هزيمة أخوة السيف في معركة سول قاموا بالاندماج مع فرسان تيوتون ليطلقوا على أنفسهم فرسان لاتفي المستقلين.

في البداية كان شمال إستونيا مستعمرة تابعة للدنمارك وقام فرسان التيوتون بشرائها في القرن الرابع عشر.

كانت الغالبية من رجال الدين ألمان وصليبيين، وظل الألمان البلطيقيين حتى النصف الأول من القرن العشرين الأكثر تأثيراً في إستونيا ومعظم لاتفيا. مثلوا الجزء الأهم للنبلاء المحليين وكانت لغة التواصل المشتركة هي اللغة الألمانية بالإضافة إلى كونها اللغة المعتمدة في حفظ السجلات.

في دول البلطيق استطاع الليتوانيون التصدي لاستهداف الصليبيين لهم وتمكنوا في عام 1251 من إقامة مملكة ليتوانيا. والتي في وقت لاحق أصبحت دوقية ليتوانيا الكبرى.

لاحقا غزت هذه المملكة إمارات كييف وحتى البحر الأسود وتوسعت في الشرق. أنشأت دوقية ليتوانيا بعد اتحاد كريفو عام 1385 اتحاد سلالي مع بولندا. في عام 1569 انضمت إلى الكومنولث البولندي الليتواني بعد الانتصار في عام 1410 في معركة جرونفالد (بالإنجليزية Battle of Grunwald). زادت قوة الاتحاد السياسية والعسكرية في المنطقة.

دوقية ليتوانيا الكبرى

بعد تصدي الليتوانيين لحملات الصليبيين وإقامة مملكة ليتوانيا عام 1251 م. تحولت هذه المملكة بعد موت الملك ميندوغاس (بالإنجليزية Mindaugas) إلى ما يُعرف بدوقية ليتوانيا الكبرى. حيث كان ميندوغاس أول حاكم ليتواني الأصل قبل اعتناقه المسيحية.

وفي أعقاب وفاة ميندوغاس تولى الحكم غيديمين (بالإنجليزية Gediminas) السلطة. وبعده كستوتيس ثم ألغيرداس. وبعد ذلك شهدت الدوقية توسعات كبيرة نحو الشرق بأمر من الحاكم فيتاوتاس وغزو إمارات كييف وصولا إلى البحر الأسود. بذلك باتت الدوقية صاحبة تأثير قوي في شرق أوروبا وشمالها خلال القرن الرابع عشر وحتى السادس عشر.

بسبب الحروب الشديدة، أضطر فرسان دوقية ليتوانيا موسكوفي وتيوتون العمل على تكوين تحالفات مع اتحاد كريفو في عام 1385م، قبل أن تقيم الدوقية اتحاداً مع المملكة البولندية.

وفي عام 1387م اعتنق الليتوانيون المسيحية رسميا فيما يُعرف بتنصير ليتوانيا. بعد أن كانت ليتونيا آخر شعب وثني في أوروبا ودول والبلطيق.

بعد معركة جرونفالد، أجبر تهديد الحروب الموسكوية الليتوانية الطويلة ليتوانيا على الانضمام لاتحاد لوبلان في عام 1569 الذي شكل الكومنولث البولندي الليتواني واستمر حتى عام 1795 وقسم خلال ثلاث مراحل الإمبراطورية الروسية تليها مملكة بروسيا ثم ملكية هابسبورغ.

المراجع

  1. Baltic States، www.Britannica.com
  2. Map of the Baltic States، www.Nationsonline.org
  3. The Baltics: Demographic Challenges and Independence، www.Prb.org
  4. Baltic States، www.Wikiwand.com

اقرأ أيضاً: ما حقيقة “أحجار الجوع” التي ظهرت في أوروبا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!