نشأة الدولة العباسية وسر تسمية أبو العباس السفاح بهذا الاسم

من أسباب نشأة الدولة العباسية نجد أنه عقب تأسيس دولة الخلافة الإسلامية في عهد الأمويين، التي قدم فيها معاوية بن أبي سفيان الكثير من الجهود حتى يتم تأسيسها، عكف الأمويون في تلك الفترة على تكريم بني هاشم المنافسين لهم والذين حاولوا بكل جهودهم أن انتزاع الخلافة منهم، السؤال الذي يطرح نفسه الآن من هم يا ترى بني هاشم؟ في الحقيقة تمتد فروع بني هاشم إلى الكثير من الأسر نذكر منهم على سبيل المثال العباسيين، ويعود نسب العباسيين إلى العباس بن عبدالمطلب، وهناك فرع آخر للهاشميين وهم العلويون، الذين ينحدر نسبهم إلى آل بيت النبي عليه السلام، فهم أحفاد فاطمة زوجة الإمام علي بن أبي طالب.
في أحد الأيام ذهب أبو هاشم عبدالله في زيارة سليمان بن عبد الملك وكان في ذلك الوقت، هو أحد الخلفاء الأمويين وولايته كانت في مدينة دمشق. ومن شيم الخلفاء إكرام الضيوف، فقد أكرم نزيله وقدم له الهدايا، ولكن حينما اتجه أبو هاشم، إلى المدينة عائداً من زيارته للخليفة، أحس بالتعب، وكاد عمره ينتهي. فتحدث إلى مرافقه في رحلته عما بدا له من مشاعر، وهذا التعب أثار الشكوك في نفس المرافقين الذين ظنوا بالخليفة الظنون. واعتقدوا أنه قام بدس السم له في الطعام، ثم انتشر هذا الخبر بعد ذلك.
قائمة المحتويات
بداية الخلاف بين الأمويين والعباسيين
تخيل أبو هاشم، أن الخليفة الأموي قد وضع له السم في الطعام ليقتله، أثار في نفسه البغضاء والكره. مما جعله يذهب إلى ابن عمه الذي يدعى محمد بن علي بن العباس، وقص عليه ما حدث له، ثم طلب منه في هذه اللحظة أن يحارب امتداد دولة بنو أمية، مما جعل محمد العباسي يتحمس لتحقيق مطالبه، وهنا بدأ التفكير في الدعوة إلى إنشاء الدولة العباسية أو الخلافة العباسية، وفي تلك الفترة تم اتخاذ الكوفة بمثابة عاصمة الدعوة، وذلك بسبب وجود الكثيرين ممن يرفضون حكم الخلافة الأموية.
نشأة الدولة العباسية

فكر العباسيون في اختيار مدينة خراسان حتى يستطيعوا من خلالها دعم تحركاتهم ضد الخلافة الأموية. في الحقيقة سبب اختيار هذه المدينة هو كثرة وجود الفارسيين والأتراك معتنقي الديانة الإسلامية. وهذا سوف يجنبهم الكثير من الدخول في مهارات مثل مهارات العصبية العربية التي كانت منتشرة في تلك الفترة بسبب الأمويين، وهنا تمكن العباسيون من وجود مركز يساعدهم على انتشار الدعوة وتأسيس الدولة العباسية يكون أمناً عن مركز الخلفاء في دولة بني أمية، حتى نجح تأسيس جذور الدولة بدءاً من بلاد ما وراء النهر بكل سهولة.
اعتقال العباسيين وقتلهم
تحدث الكاتب محمود شاكر، حول نشأة الدولة العباسية في مدينة خراسان. ضمن فصول كتابه “التاريخ الإسلامي” التي بدأت بالسر بين العباسيين، ثم تم إعلان الدعوة للخلافة العباسية وقيام الدولة. في ذلك الوقت كان حاكم خراسان، أحد الولاة الأمويين التابعين للخلافة الأموية. ولما علم بأمرهم شن حملة اعتقالات واسعة على بعض الرموز من العباسيين وأمر بقتلهم. وكان موت هذا الوالي فرصة كبيرة إلى عودة نشاط العباسيين ودعوتهم إلى نشأة الدولة العباسية.
تولية إبراهيم العباسي الخلافة
نجح العباسيون في نشر الدعوة إلى تأسيس ونشأة الدولة العباسية في خراسان، عام 743 م. تزامن التأسيس مع رحيل محمد بن علي العباسي، الذي كان سبباً في نشوء هذه الدعوة من الأساس. كما تولى مكانه الخلافة ابنه إبراهيم، وقد لقبوه بالإمام. ومن الغريب أن هذا التوقيت شمل فيه موت هشام بن عبد الملك، آخر خليفة أموي كان يحسب له البأس والقوة. نشأة الصراعات داخل الدولة الأموية على خلافة الدولة وأصبحوا يتقاتلون. بعد مرور عامين من هذه الأحداث صعد إبراهيم العباسي، إلى عرش الحكم. وفي إحدى زياراته للحجاز حاجاً تعرف على أبي مسلم الخراساني، كان وقتها تابعا لنشأة الدولة العباسية.
كيف وصل أبو مسلم إلى خراسان؟
تميز أبو مسلم الخراساني، بالدهاء والذكاء مما لفت أنظار الإمام إبراهيم العباسي. فدفعه ذلك إلى إرساله لخراسان، وهناك نجح أبو مسلم، في تدشين حملات لدعم توطيد نشأة الدولة العباسية وتأسيسها وخروجها الرسمي من السر إلى العلن. كان أول تنافس فعلي بين أبي مسلم ورموز دولة الخلافة الأموية في خراسان. انتهى بسيطرة العباسيين على مرو وهراة، وأخذ الكثير من الأسرى، إلى جانب قتل الكثيرين منهم.
الإمام إبراهيم أسيراً بين يدي الأمويين
عرف مروان بن محمد، ما حدث وكان حينها الخليفة الأموي. فقرر إخماد دعوة العباسيين وأمر بأسر الإمام إبراهيم، زعيم الدعوة إلى نشأة الدولة العباسية. وهو ما حدث فتم القبض عليه وأرسل إلى دمشق. لكن ذلك لم يعطل العباسيون في خراسان حيث نجحوا في السيطرة على الكثير من المناطق بداخلها. مما ترتب عليه هروب الوالي الأموي هناك بعد فشله في السيطرة.
تمكن أبو مسلم الخراساني، من السيطرة التامة على منطقة خراسان، بعد أن أرسله الإمام إليها، وهو واثق في قدرته على إقامة الخلافة العباسية، بينما الإمام نفسه فهو ما زال أسيراً في سجون الأمويين، قد تسأل نفسك سؤال وتقول ماذا يا ترى حدث له؟
والإجابة نجدها في حديث محمود شاكر، الذي يؤكد أن الإمام، ظل في سجن الخليفة الأموي حتى مات، تولى بعد ذلك أبا العباس السفاح، الخلافة الإسلامية في عهد الأمويين، وهو الخليفة الذي عهد إليه أمر الإمام الذي كان يدعو للتمرد على دولة الأمويين والدعوة إلى الخلافة العباسية، لكن بقدوم عام 747م، هرب أبو العباس السفاح، إلى منطقة الحميمة، والسبب وراء هروبه هو رغبته في العيش بجوار أقاربه من أبناء عمومته، وبعد مرور 3 سنوات من رحلة الهروب استقر في مدينة الكوفة، في ذلك الوقت كان جيش الدولة العباسية قد تحرك إلى هذه المدينة.
نشأة الدولة العباسية وظهور أبي العباس السفاح
بايع جيش الدولة العباسية، أبو العباس السفاح، خليفة لهم. حتى صعد السفاح المنبر وظل يخطب في الناس. وخلال الخطبة تكلم عن أحقية العباسيين بالخلافة بدلا من الأمويين. وأخذ يحث الناس في خطبته على حسن الكرم بالضيوف من العباسيين. وظل يمدح في نفسه قائلاً: أنا السفاح الهائج والثائر المبير”.
لماذا لقب أبو العباس السفاح بهذا الاسم؟
السؤال الذي قد يطرحه البعض الآن لماذا لقب أبو العباس بلقب السفاح؟ يؤكد المؤرخون أن لقب السفاح جاء بسبب قتل أبي العباس للكثير من الأمويين. وهو السبب الأكثر رؤية، بينما البعض الآخر يؤكد أن لقب السفاح لقب به بسبب كرمه. وحاول إقناع الناس أن بنو عباس هم الأجدر بالخلافة الإسلامية بينما الأمويون ظالمون.
انهيار الدولة الأموية
حاول أبو العباس السفاح، أن يربط زمام سيطرة الدولة العباسية على كل المدن والبلاد التي تقع تحت يد الأمويين. ويرسل جيوشاً لقتال الولاة والحكام في كل مدينة، وفي نفس الوقت جعل عم العباس من نفسه خليفة على أهل الكوفة، بينما السفاح، أرسل جنوده لقتال مروان حتى ينهي على دولة الخلافة الأموية في قلبها.
معركة الزاب وهروب خليفة الأمويين
وقعت معركة الزاب، مطلع عام 750م، استطاع عم السفاح، أن ينتصر على خليفة الأمويين في دمشق مروان بن محمد. حاول مروان الفرار من هجوم العباسيين، فهرب من دمشق إلى حمص ومنها إلى الأردن ومنها إلى فلسطين. وظل يتنقل في المدن حتى وصل إلى مصر هاربا محتميا فيها. وفي أرض مصر تم كشفه، وفضح أمره ومن ثم قتله.
انتهاء الخلافة الأموية ونشأة الدولة العباسية
فر أبناء الخليفة الأموي المقتول، إلى الحبشة. إلا أن أحدهم تم قتله والآخر قام بتسليم نفسه إلى خليفة العباسيين آنذاك. والذي يدعى محمد المهدي، وهنا يكون قد انتهى عمر الخلافة الأموية. وقامت الدولة والخلافة العباسية التي كان يترأسها الخليفة أبو العباس السفاح.