تنمية بشريةمنوعات

أبرز مخاوف الحب في علم النفس وكيفية التغلب عليها

في هذا المقال سنتناول موضوع مخاوف الحب في علم النفس ودوافع الرهبة من العشق، ونورد بعض سمات الحب وأقسامه عند كل من الرجل والمرأة، ثم نختم بمجموعة من النصائح لكيفية التعامل مع الخشية من الوقوع في الحب.

الحب من أسمى المشاعر وأرقى الغرائز التي فطرنا الله عليها، ويختلف الإعجاب عن الحب في العلوم النفسية، حيث تظهر علامات ومراحل الحب عند الشخص المحِب بالارتباط بمحبوبه وميله وجدانياً إليه، كما المرأة أو الرجل المحب إلى كثرة التفكير في محبوبه وتغير بعض سلوكياته، فقد يشعر بالتوجس ويفضل العزلة ويميل إلى الانطواء.

أولاً: علامات الحب عند كل من الرجل والمرأة

مخاوف الحب في علم النفس
مخاوف الحب في علم النفس عند الرجل والمرأة

الحب عند الرجل

تختلف علامات الحب عند الرجل عن المرأة، فترى الرجل إذا أحب امرأة، فإنه يختلس النظرات لمحبوبته تارة، ويحدق النظر بها تارة أخرى، بالإضافة إلى الاهتمام بتفاصيل المرأة والسؤال عن أحوالها وما يخص حياتها، كذلك قد يحتفظ بصور شخصية لها، أو يكتب حروف اسمها في كراسة ملاحظاته مثلاً.

الحب عند المرأة

أما بالنسبة لعلامات الحب الحقيقي عند المرأة، فتظهر في حرصها أن تقضي أكبر وقت مع الرجل الذي أحبته، أيضاً تبحث عن تفاصيل حياته والاهتمام بما يتعلق به، ولكن من دون أن تثير الانتباه وكذلك تنتهز أي فرصة أو مناسبة لتتجاذب معه أطراف الحديث، أو تقدمه إلى أهلها في محاولة لتعريفهم عليه، كذلك من علامات الحب الداخلية والنفسية عند المرأة شعورها بالغيرة الشديدة إذا تحدث الرجل الذي تحبه مع امرأة غيرها (الغيرة في الحب).

أضف إلى أن الشخص المحبوب يسكن عقل وقلب الشخص المحب، ويظهر في تصرفاته بشكل تلقائي ويغير من عاداته وسلوكياته بشكل غير واع، ويشكل بالنسبة له محور تفكيره وسر شروده.

اقرأ أيضاً: قصص واقعية عن الحب راسخة في التاريخ والشعر العربي

ثانياً: أنواع الحب من وجهة نظر الخريطة النفسية

قبل الخوض في مخاوف الحب في علم النفس لا بد للإشارة أن للحب أنواعاً مختلفة طبقاً لما تشير إليه الخريطة النفسية ويشمل على:

1. الحب الجسدي

إحدى مراحل الحب الذي يتعلق بقوام الجسد وجاذبيته وتناسقه وتفاصيله وتناغمه ومدى قدرة تأثيره على إثارة الغريزة الجنسية.

2. الحب العاطفي

وهو الحب الذي يتخطى دوافع الحب الجسدي والرغبة الحسية، ويهتم بالمشاعر والأحاسيس الرومانسية والعاطفية.

3. الحب العقلي

وهو النوع الثالث من أنواع الحب، ويعبر عن مدى الانسجام الفكري والتوافق العقلي والتفاهم بين الشخصين الواقعين في هذا النوع من أنواع الحب، ويظهر ذلك في لغة الحب فيما بينهما والجلوس لساعات في تجاذب أطراف الحديث وتبادل الإصغاء بين الطرفين، هذا النوع يوجد في حكايات الحب بين الشعراء والمفكرين والمثقفين.

4. الحب الروحي

هو أسمى وأرفع درجات الحب، حيث يترفع عن حب الجسد والحب العاطفي وكذلك الحب العقلي، هو تعلق روحي ونفسي لا يحده مكان أو زمان قد يصل إلى حد التخاطر عن بعد، ويتميز بعلو الروحانيات بين المحبين، يوجد هذا الحب بين المتدينين والعارفين والصالحين.

مخاوف الحب في علم النفس وأسبابه

الخوف من الإحباط والأذى هي أحد مخاوف الحب النفسية
الخوف من الإحباط والأذى هي أحد مخاوف الحب النفسية

للحب مخاوف مصاحبة له، في هذه السطور التالية نوجز في نقاط محددة أهم مخاوف الحب في علم النفس والأسباب التي قد تؤدي إلى تولد مشاعر الخوف هذه:

  • أن يتخلى الحبيب عن حبيبه ويتركه بعدما تعلق به، قد يتولد هذا الخوف النفسي عند الشخص المحبوب نتيجة لمروره بتجربة عاطفية سابقة خاب فيها أمله من أحد الأشخاص، فيتوقع ضمناً ويخاف أن يتركه حبيبه ويتخلى عنه أو أن يكون الحب من جانب واحد فقط.
  • خيبة الأمل وصعوبة التحمل بين المحبين، ربما تتولد الخشية نتيجة؛ لأن أحد الطرفين يتوقع بذل الكثير وإظهار الالتزام والاهتمام والحب والرعاية وغير ذلك من أساليب التعبير عن الحب، كما يمكن لأحد الأشخاص أن يخيب أمله بعدما بذل أمرًا ما، ثم انتظر متأملاً أن يبذل له الطرف الآخر نفس الشيء ويطول انتظاره، دون أن يحدث هذا الأمر، مما يولد لديه شعور نفسي بخيبة الأمل وصعوبة التحمل.
  • فقدان الثقة بين المحبين، فقدان ثقة من ناحية أحد الأطراف يعتبر نذير بفشل العلاقة العاطفية بينهما، ويرجع فقدان الثقة إلى عدم التزام أحد الأطراف بالوعود التي قطعها على نفسه تجاه الطرف الآخر.
  • الخوف من الأذى أو الإحباط، أيضاً هنا الخشية من الشعور النفسي بالإحباط كما يحدث بين الأزواج أو أن يتخوف أحد الأطراف من أذية الشخص الآخر له.

اقرأ أيضاً: التجاهل في الحب: أسبابه وكيفية التعامل معه

التغلب على مخاوف الحب في علم النفس

لا شك أن كل علاقة حب تختلف عن غيرها من العلاقات، كذلك من الجيد أن ننتبه أن الناس مختلفون في طريقة معاملاتهم وتصرفاتهم حتى في تعبيرهم عن الحب، من هذا المنطلق يجب على كل شخص أن يتقدم برفق تجاه الشخص الذي يتوسم فيه الأسس التي تجعله جديراً عن غيره بحبه وبذل عواطفه والسعي للفوز به والزواج منه، فيما يلي بعض النصائح لكيفية التعامل مع الطرف الآخر داخل العلاقة العاطفية للتغلب على مخاوف الحب النفسية:

  • يجب التقدم بلين ورفق وأيضاً بحذر وحرص في أي ارتباط عاطفي أو علاقة حب، كذلك مشاركة الاهتمامات والهوايات مع الشخص الذي نحب تعتبر وسيلة مهمة للتقارب وفهم الأشخاص.
  • الحرص على ضرورة الانتباه لعلامات الإخلاص مع النفس والحب الصادق تجاه الآخرين، مع الابتعاد عمن نظن منهم أنهم يتلاعبون بمشاعرنا وعواطفنا.
  • الالتفات إلى ضرورة كتابة التزامات كل طرف تجاه الطرف الآخر بشكل واضح وصريح ومباشر، كذلك التحدث بين الطرفين عن الحقوق والواجبات بشكل مجرد ومباشر، هذه من الأفكار الناجحة جداً في العلاقات العاطفية ودائماً تذكر الطرف الآخر بواجباته وحقوقه أيضاً.
  • لا ترفع سقف توقعاتك تجاه الطرف الآخر بشكل لا يتناسب مع طبيعة وظروف العلاقة أو الشخص نفسه، مما قد يعمل على تعقيد المشكلة وتولد الخوف.
  • التصريح بالمواقف والأمور التي تسبب أذى أو ألماً نفسياً أو جسدياً أو جرحاً لمشاعر أحد الطرفين، ثم البحث عن حلول مناسبة للطرفين؛ لأن السكوت عنها يولد النفور ويرسخ الخوف من الحب.
  • عدم التعبير عن الأذى أو الألم بغضب أو انفعال؛ لأن هذا لا يجدي ولا يفيد في شيء، بل التعبير بشكل متزن وبأسلوب بسيط أفضل وأنفع، بالإضافة لضبط النفس وتجنب التوتر ومشاعر الغضب والكراهية والضغينة؛ لأن كل هذه المشاعر من مخاوف الحب في علم النفس، والتي تحدث بين الأزواج كطرفين في العلاقة العاطفية.

المراجع:

اقرأ أيضاً: 10 محاضرات في علم النفس قد تغير حياتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!