التاريخ والحضارة

5 قرارات مصيرية اتخذها هتلر كلّفته خسارة الحرب العالمية الثانية

حديثنا اليوم عن أدولف هتلر هذا القائد الألماني الذي كرهه العالم أجمع. ورغم هذا لم ينكر أحد أنه قائد مخضرم كاد أن يستحوذ على العالم أجمع. كما استطاع أن يبني لألمانيا اقتصاداً قوياً وصرح عسكري لا يستطيع أحد أن يتغلب عليه. وكل هذا في فترة زمنية قياسية لم تتعد الستة أعوام، تغيرت خلالهم خريطة القارة الأوروبية بالكامل. وربما كان سوف يغير كل خرائط العالم لولا وقوعه في قرارات مصيرية اتخذها هتلر كان من الممكن تفاديها لولا غروره، وتكبره على الاستماع لمن حوله.

  • كان أدولف هتلر، الرجل الذي دفع الألمان إلى انتصارات لا تصدق، هو السبب الرئيسي لخسارة ألمانيا الحرب في نهاية المطاف.
  • رفض هتلر قبول الأمر الواقع، ولم يأخذ بنصائح كبار جنرالاته، ثم اتخذ قرارات مصيرية سيئة. بهذه الطريقة ضمن نهاية سريعة نسبياً لألمانيا النازية.
  • بعد أن حقق الفوهرر انتصارات مذهلة في وقت مبكر من الحرب تحت إشرافه، اعتبر نفسه عبقرياً عسكرياً. ومع ذلك، عندما تغيرت نتيجة الحرب، ألقى هتلر باللوم على جنرالاته لعدم تنفيذ أوامره.

فقد كان هتلر شخصاً متجاهلاً للنصائح ومتعالي عن الاستماع لكل من حوله. مع أنّ المحيطين به كانوا على أعلى مستويات الحنكة العسكرية والدهاء. وكم من زعيم يتمنى أن يحظى بهما.

لكن داء الزهو بالنفس قد أصاب هتلر وخاصةً بعدما حقق الطاغية النازي مجموعة انتصارات متلاحقة لم يسبق لها مثيل. ولأن لكل جواد كبوة وغلطة الشاطر بألف كما يقال، فقد اتخذ هتلر مجموعة من القرارات الخاطئة، كانت نتيجتها خسارته للحرب العالمية الثانية، وفي السطور القادمة سوف نتعرف إلى تلك الأخطاء بالتفصيل.

قرارات مصيرية خاطئة اتخذها هتلر

1- التعامل بقسوة مع شعب الاتحاد السوفيتي

كانت أوامر هتلر مؤكدة بأن يتم التعامل مع شعوب دول الاتحاد السوفيتي بمنتهى القسوة. ولعل هذا كان واضحاً بشدة في تصريحات قد أدلى بها أحد القادة العسكريين؛ المارشال Goering بعد وقوع أوكرانيا في قبضة هتلر. فقد أوضح هذا المارشال: “أن ألمانيا لن تقدم طعاماً للشعب السوفيتي، فهو ليس مهماً لديه. وأن من أراد أن يعيش عليه أن يقدم كل ما لديه لآخر نفس”.

هذا القرار المصيري الفاشل الذي اتخذه هتلر جعله يخسر الشعب السوفيتي. بينما كان باستطاعته أن يكسبه ويجعله مساعداً وحليفاً له. فقد كان الشعب السوفيتي يكره جوزيف ستالين بسبب ما يقترفه من جرائم ضد الإنسانية. ولكن بعد هذه القسوة تحول الشعب إلى ثوار شرسين إلى جانب الجيش السوفيتي.

2- مخالفة خطّة الضبّاط

كانت أوامر هتلر خلال شن الحرب ضد دول الاتحاد السوفيتي مخالفة تمامًا للخطة التي قام بوضعها أفضل جنرالات ألمانيا. حيث صمم هتلر على القيام بتحويل المسار الذي سوف يسير فيه الجيش. وقد جاء هذا القرار المصيري بعد اقتراب الجيش بمسافة 350 كيلو متر بالقرب من العاصمة موسكو. لكن قرار هتلر بأمر الجيش بالتوجه إلى كييف، وكان متذرعًا أن الجيش بحاجة إلى القمح والطعام.

وكان مبرر هتلر في تحويل اتجاه الجيش إلى كييف بأن الجيش في الحرب العالمية الأولى كان يعاني من نقص القمح، ولا يريد إعادة خطى أسلافه.

والنتيجة لهذه القرارات المصيرية التي اتخذها هتلر هو خسارة أيام وأسابيع من فصل الصيف. وقد كانت هذه الفترة ليست الأولى التي يهدرها هتلر. فقد خسر وقت آخر، وهذا عندما ساعد موسوليني، ودخل إلى اليونان، وبهذا كان الوقت الضائع كثيراً جدًا.

لكن هذا الوقت أصبح فرصة حتى يستطيع جيش الاتحاد السوفيتي أن يقوم بالاستعداد الكامل لهجوم هتلر وجيشه. فقد تم عمل استدعاء للوحدات التي كانت متمركزة في منطقة سيبيريا، بعد تأكيد المعلومات المُسربة إلى جيش الاتحاد السوفيتي، والتي تقول إن اليابان لا تنوي الهجوم من الناحية الشرقية، لأن العدو الأول لها أمريكا فقط.

إضافةً إلى هذا، فإن طول الفترة جعلت فصل الشتاء يبدأ قبل بدء المعركة المخطط لها. وهذا جعل الجنود يمرون بطقس شديد القسوة. حيث انخفضت الحرارة إلى أقصى درجات التجمد، وهذا ليس من الأشياء التي اعتاد عليها الجيش الألماني. فهو متمكن في المعارك السريعة، ولكن تحت هذه الظروف وجد نفسه في حرب طويلة قاسية، لم يكن على استعداد لخوضها.

كان هتلر على يقين من انتصار سريع على الاتحاد السوفييتي، مخاطباً جنرالاته “علينا فقط أن نركل الباب، وسوف ينهار الهيكل الفاسد جميعه”. بما أن النصر سيتحقق قبل حلول فصل الشتاء، لم تكن هناك حاجة للاستعداد للشتاء الروسي.

بسبب عدم قدرته على السيطرة على موسكو في خريف عام 1941 وإجبار السوفييت على الاستسلام، واجهت قواته المهاجمة بالملابس الصيفية شتاء وثلوج روسيا القاسية.

اقرأ أيضا محاكمات نورنبيرغ: المنتصر يفرض حكمه

3- التسرع في إعلان حرب على أمريكا

في 11 ديسمبر 1941، أعلنت ألمانيا الحرب على الولايات المتحدة. ردا على ما زعم أنه سلسلة من الاستفزازات من قبل الولايات المتحدة عندما كانت لا تزال محايدة. حدث هذا بعد 4 أيام من 7 ديسمبر 1941 عندما شنت اليابان هجومها المفاجئ على مرفأ بيرل هاربر.

عندما عرض الفوهرر على مستشاريه أن يعلن قرار الحرب على أمريكا، لم يوافق أحد من المستشارين. لكن هتلر أصر على قراره وإعلان الحرب. وذلك ظناً منه أن اليابان عندما تراه يشن حرب على هذه الدولة، سوف تقدم له يد العون في الحرب على روسيا. وبالفعل أعلن قرار الحرب.

وهذا التسرع جعل الدولة الأمريكية تستيقظ وتأخذ كافة الاحتياطات، بل وتم حشد كل حلفاء أمريكا لبدء هجوم على ألمانيا بقيادة الجنرال المحنك هاريس، مما أدى في النهاية لخسارة فادحة.

كان هذا القرار المصيري الذي اتخذه هتلر بإعلان الحرب على أمريكا هدية رائعة تلقاها الرئيس البريطاني تشرشل وغيره من الحلفاء قبل انضمام الولايات المتحدة بشكل رسمي للحرب. وربما يكون هذا من أسوأ عدة قرارات مصيرية اتخذها هتلر بإعلانه الحرب على أميركا.

4- تغيير هدف المعركة ضد بريطانيا

خلال الحرب ضد إنجلترا، أصدر الفوهرر أوامره بمهاجمة المدن البريطانية. بينما كان الهدف هو إنهاك سلاح الجو البريطاني وتدميره من المقاتلات الألمانية.

لعل هتلر كان يعتقد اعتقاداً خاطئاً أن تشرشل سوف يعلن الاستسلام بمجرد تدمير المدن الإنجليزية. ولكن خطأ هتلر كانت نتيجته أكبر من المتوقع، فتحولت المعركة 180 درجة “هكذا وصفها خبراء وضع الخطط العسكرية”. حيث تمكن سلاح الطيران الملكي من القيام بتنظيم الصفوف. وكذلك إصلاح الكثير من المعدات والمنشآت الحيوية على سبيل المثال: أجهزة الرادار والمطارات، وهذا بعد أن كان سلاح الطيران البريطاني سوف يتم هزيمته لا محالة.

وقد كان هدف تلك المعركة هو سيطرة ألمانيا على مجال بريطانيا والمملكة المتحدة الجوي، ومنح الجيش الألماني الغطاء الجوي الذي يجعل هناك مجالاً بري يسيطر به على إنجلترا بالكامل. وهذا بالطبع كان سيسجل انتصاراً كبيراً، لكن بسبب قرار هتلر الخاطئ انقلبت موازين الحرب.

5- عدم القضاء على جنود إنجلترا وفرنسا المحاصرين

في الفترة التي احتل فيها الفوهرر فرنسا. أصر على عدم التخلص من جنود بريطانيا وفرنسا الذين تم حصارهم في منطقة دنكيرك، وهذا لأنه كان يعتقد أن جيشه يحتاج إلى المؤن والراحة.

لكن هذا الاعتقاد كان أمراً وقرارا خاطئاً، حيث قامت بريطانيا بأنجح عملية لإجلاء أربعمائة ألف جندي ما بين فرنسي وإنجليزي. هؤلاء الجنود عادوا إلى فرنسا بعد مرور 4 أعوام في إنزال نورماندي الشهير.

إلى هنا نكون قد تناولنا أشهر خمسة قرارات مصيرية اتخذها هتلر وأدت لخسارته الحرب العالمية الثانية مثل قراره المتسرع بإعلان الحرب على أميركا، وعد القضاء على جنود فرنسا وبريطانيا المحاصرون في دنكيرك، ومهاجمة شعوب الاتحاد السوفيتي وتغيير هدف الحرب ضد بريطانيا بالإضافة إلى إهمال رأي ضباطه الأكفاء

المصادر: 1 2 3

اقرأ أيضا مؤتمر يالطا: الاجتماع الدولي الذي غيَّر وجه العالم

‫3 تعليقات

  1. هي غلطة واحده اخي كاتب المقال ،، وهو فتح جبهة قتال اخرى في الشرق ضد الاتحاد السوفيتي وكان بينهما هدنة لعدم الحرب لكليهما ،، لو هتلر ادار معركته في جهة الغرب فقط ضد بريطانيا لأستولى عليها ببساطة ، اما امريكا فهي من ادخلت نفسها في الحرب ليس هتلر من اعلن الحرب عليها (تصحيح) مختصر الكلام لاتفتح جبهتين للقتال مهما يكن ( الغرب والشرق ) وهذا خطا هتلر الوحيد ، الجنود الذين شاركوا في معركة ضد السوفيت لو استغلهم ضد الغرب لهزمهم بالراحه و السوفييت سيضلوا ملتزمين بالهدنة مع الالمان ، لانهم وقتها ليسوا مستعدين للحرب خصوصا بعد الحرب العالميه الاولى ، ومع ذلك سبب هزيمتهم للالمان هو هطول فصل الشتاء البارد القارص الذي لم يألفه الالمان على عكس السوفييت …

    1. اكثر الناس الآن دائما يكرريون نفس اخطاء هتلر على سبيل لو فتح الا الجبهة الغربية فقط لو استولى على بريطانيا بسهولة هذا غلط لان بريطانيا تعتبر دولة عظمى في ذلك الوقت ولا يستهان بها اذا تريد ان تحتلها عليك ان تقدر على كل شئ
      من استلحتها و حيشها ونفوذها حول العالم على سبيل لم يقدر هتلر الاتحاد السوفياتي عندما قال علينا ركل الباب فقط فذالك الوقت كان الاتحاد السوفياتي دولة لا يستهان بها . تعتبر دولة قوية في الوقت ولحد الآن….ودارت فيها المعارك في الصيف و هزمه فيها هتلر…الثلوج ليست السبب وحيد بل قوة الاتحاد السوفياتي في ذالك الوقت… اذا كنت ان تريد تفوز في المعركة عليك تقدر الخصم هذه واحد من اسباب هزيمة الالمان… لأن الدول القوية اذا تريد احتلها تحسبها ألف حساب…ليست بسهولة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!