حكم قراءة كتاب شمس المعارف ونبذة عنه

مما لا شك فيه أن الإيمان بعالم الجن يعد جزءاً من ثوابت الإيمان بالله عز وجل، لأنه مذكور في القرآن الكريم وهو كتاب الله تعالى المقدس الذي أمر المؤمنين بالإيمان به وبما جاء فيه، وقد ورد ذكر الجن في القرآن في مواضع مختلفة، وخصص الله تعالى سورة كاملة في هذا الكتاب الحنيف تتحدث عن عالم الجن وهي سورة “الجن” وفيها جاء ذكر الجن الذي يشارك الإنس في الحياة الدنيا، غير أن الجن منه المؤمن والكافر، ومنه المسلم وغير المسلم، وهو يتساوى مع البشر في العقاب والثواب، ولهذا فإنه من الجهل وضعف الإيمان عدم الإيمان بعالم الجن.

ما هو كتاب شمس المعارف؟

توجد العديد من الكتب العربية التي تتناول الحديث عن الجن ومن أشهرها كتاب شمس المعارف، هذا الكتاب الذي اختلف عليه الفقهاء والعلماء من حيث حكم قراءته وحكم الاستناد على ما ذكر فيه، وفي هذا التقرير سوف نتحدث بشكل بسيط عن هذا الكتاب وما جاء فيه.

تعد جملة “شمس المعارف الكبرى ولطائف العوارف” هو الاسم الكامل للكتاب الشهير شمس المعارف، يتكون الكتاب من مجموعة من الأجزاء وعددهم أربعة كل جزء منهم مكتوب في مجلد خاص به، وتتميز هذه المجلدات بزيادة عدد صفحاتها حيث نجد أن أحد أجزاء الكتاب يصل عدد صفحاته إلى ما يزيد عن 600 صفحة.

يرجع هذا الكتاب إلى المؤلف أحمد بن علي البوني، صنفه البعض أنه رجل يتبع الشيعة في مذهبه الديني، والبعض يؤكد أن هذا الكتاب لم يكتبه بشر، بل كتبه جني، عن طريق إنسان بشري، كما يقول البعض أيضاً أن هذا الكتاب تم تأليفه عن طريق مشعوذ محترف.

طرق تحضير الجن

اعتمد الكتاب في مضمونه على ذكر الكثير من الطرق التي يتم من خلالها تحضير الجن، حتى يظهروا للبشر ويتم الاستعانة بهم من قبل المشعوذين، وكل طريقة لها تعويذة خاصة يتم تطبيقها حتى تنجح الطريقة، يدعي البعض الكثير من هذه الطرق نجحت وتم تطبيقها بالفعل، بينما الكثير منها لازال غير مفهوم حتى هذه اللحظة.

فصول كتاب شمس المعارف

يضم الكتاب بمختلف الأجزاء الأربع على ما يزيد عن 40 فصلاً، كل فصل منهم يتم تمييزه بأحد الحروف الأبجدية، وكل فصل يشمل الكثير من الأسرار الخاصة عن عالم الجن، ومن ضمن هذه الفصول فصلان كاملان يتم الحديث فيهما عن عالم الفلك والأبراج الفلكية التي يتم الاستناد إليها لتفسير سلوكيات ومواصفات الأشخاص دون سابق معرفة، وهذا هو قسم أحكام منازل القمر، أما في قسم أحكام البروج، توجد الكثير من التفاصيل عن كل برج فلكي.

وكذلك هناك فصل يتناول الحديث عن جلوس الخلوة والاعتكاف، وكيف يصل الإنسان للدرجات العليا، كما نجد قسماً مختلفاً يعرض طرق ذكر واستخدام الأسماء التي كان النبي عيسى عليه السلام، يستخدمها في عملية إحياء الموتى، كما هناك قسم يتحدث عن الاختراعات، إضافة إلى قسم يعرض كل تعويذة وطريقة استخدامها وماذا تجلب.

أسرار القرآن في كتاب شمس المعارف

عرضت بعض فصول كتاب شمس المعارف العديد من أسرار كتاب الله القرآن الكريم، كما تناولت أسرار سوره، وبالرغم من استخدام عناوين غامضة في الكتاب، إلا أن اكتشاف ما تقصده كان سهلاً مثل فصل أسرار البسملة، وفيه تم الحديث عن استخدام البسملة بغرض جلب البركات المخفية، كما نجد فصل خواص آيات القرآن تحدث عن استخدام الآيات وكيفية الاستفادة من بعض الآيات، مثل استخدام الآية الخاتمة في سورة الحشر لتحضير الجن.

كما يوجد أيضاً فصل يستعرض الفوائد التي يحصل عليها المرء إن استطاع أن يحصل على اسم الله الأعظم، وكيف ينال البركات من ورائه، وفصل مختلف يعرض استخدام الأسماء الحسنى حيث أن تكرار أحد الأسماء بشكل كبير على مدار أيام متواصلة يجلب خادم هذا الاسم للإنسان، ويمكن لهذا الخادم أن ينفذ أوامر الإنسان التي يطلبها منه.

كما نجد في كتاب شمس المعارف، فصل يتحدث بشكل خاص عن بركات آية الكرسي، وكيفية الاستفادة منها وجلب المنفعة، ثم فصل يتكلم عن خفايا سورة يس، وكيفية جلب المنفعة من قراءتها.

اقرأ أيضا: ملخص كتاب الرحيق المختوم

ما هو الحكم الشرعي حول كتاب شمس المعارف؟

يقع الإنسان في دائرة المعصية الكبرى والشرك بالله، عندما يقتنع بأن الجن له قدرات خارقة، وأن الجن قادر على جلب المنفعة للبشر، وأن الجن أيضاً قادر على جلب الضرر للبشر، فهذا كله تخاريف وليس لها سند ديني يؤكد ذلك، كما أن اللجوء إلى المشعوذين والإيمان بهم يعتبر أيضاً شرك بالله عز وجل، لأن الله وحده هو من ينفع الإنسان وهو من قادر على إلحاق الضرر به.

الإسلام حرم الذهاب إلى الدجالين، وجزاء كل دجال هو القتل في الإسلام، وذلك بسبب الكثير من المعاصي التي يقومون بها مثل القيام بأعمال تدنس المصحف الشريف، كما يستخدمون ألفاظاً تعني الشرك بالله من أجل غايتهم إضافة إلى إيمانهم بالشيطان والكفر بالله تعالى، كما أن المشعوذين ينشرون بين الناس الفتن، حيث يقومون بأعمال من شأنها تخريب البيوت الآمنة مثل التفريق بين المرأة وزوجها، أو التحريض على الكفر، وفي حادثة لا تنسى تم قتل جميع السحرة في الشام بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، بعد أن أمرهم بالتوبة وترك هذه الأعمال، لكنهم لم يتراجعوا.

ما هو حكم قراءة كتاب شمس المعارف؟

ورد على لسان بعض رجال الدين الإسلامي فتوى تفيد تحريم قراءة هذا الكتاب، حتى لا يقع القارئ في المعصية، أو يقوم بتنفيذ تعويذة على أمل أن يستحضر بها جني ينفذ له رغبات، ويستعين به على قضاء الحوائج، ويدعي البعض أن هذا الكتاب يتسبب بوجود لعنة تصيب القارئ وهي المس من الجن، وهذه المعلومة غير مؤكدة من قبل العلماء، بينما المؤكد تحريم قراءة هذا الكتاب.

تعريف الجن

جاء في معجم المعاني تعريف وشرح واضح لكلمة الجن، بأنها كلمة تفيد الجمع الشامل لكلمة “جني” ومعنى هذا المصطلح هو اختفاء الجن عن بني البشر الذين لا يتمكنون من رؤيتهم مثل رؤية جميع الأشياء حتى إن العرب قديماً استخدمت كلمة الجن في جمل تعني كف البصيرة، فيقال مثلا “جن فلان” ومعناها أنه فقد بصيرة عقله، حتى إن الجنة تعني أيضاً الاستتار والخفاء، فإن الجنة مختفية داخل الأشجار.

الجن قبل ظهور الإسلام وبعده

تناول البشر أحاديث الجنة بشكل مختلف مع تطور الحضارات التاريخية، واستخدمت بعض الحضارات الجن والسحر حيث كانوا يؤمنون بوجوده، بعد ظهور الإسلام بدأت قدرات عالم الجن تختلف، حيث كان الجن قبل ظهور الدين الإسلامي بحسب ما جاء في سورة الجن، يجلسون تحت عرش الرحمن ويسمعون حديث الله مع الملائكة، ثم يقوموا بنقل هذه الأخبار والمعلومات إلى الدجالين والمشعوذين، ثم يستخدم هؤلاء هذه الأخبار في خدمة مصالحهم.

لكن بعد ظهور الإسلام على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصبحت الشهب تقوم بحراسة السماء ومراقبة الجن حتى لا يستمعوا إلى حديث الله وأسرار السماء.

قدرات الجن

ارتبط عالم المشعوذين وكذلك السحرة، بالجن حيث كان الدجال يعتمد على قدرات الجن في الكثير من الأمور مثل معرفة الحاضر، ومثال على ذلك أن يجلب الجن للشخص الدجال معلومات حول أحد الرجال أو النساء أين يعيش ومكان سكنه وسلوكه مع غيره، لكن لا يعلم الغيب نهائياً، وهذه قدرات محدودة وليست قدرات خارقة.

فإذا ذهب شخص إلى دجال ليطلب منه المساعدة في أحد الأمور يجد لديه معلومات كاملة عنه كأنه يجري تحريات بوليسية عنه، وهذه أمور لا تحتاج إلى قوة خارقة، بل يمكن لأي شخص عادي أن يقوم بها.

لكن الجزم أو الإيمان بأن الجن يعرف الغيب هذا ضعف إيمان بالله عز وجل، فلا يمكن للجن مثلا أن يعطي الدجال معلومات مستقبلية عن أي شخص سواء زوجته المستقبلية أو موعد موته أو طريقة موته، أو الرزق الذي يخفيه القدر له، لكن الله -سبحانه وتعالى- يعطي الغيب لمن يريد من الصالحين مثل الإمام الخضر عليه السلام، الذي ورد ذكره في قصة النبي موسى عليه السلام.

اقرأ أيضا أعظم 10 كتب تاريخية أجنبية وعربية