8 من أشهر الجوائح والأوبئة عبر التاريخ

أشهر الجوائح والأوبئة عبر التاريخ وغيرت مسار بعض الإمبراطوريات، على مر العصور والأزمنة تعرضت البشرية لانتشار بعض الأمراض بين الناس، وربما قتلت الملايين منهم.
هذا الانتشار الكبير للأمراض بين البشر في تلك الأزمنة كان يسمى وباءً، وهذه التسمية (الوباء) تعني انتشار المرض في مكان ما من العالم، أما إذا تحول الوباء إلى ظاهرة عالمية، أي انتشر المرض نفسه بين البشر جميعًا على مستوى الكوكب أو في مواضع كثيرة منه؛ فهو في هذه الحالة يسمى (جائحة)، (أنظر: الفرق بين الوباء والجائحة)
قائمة المحتويات
أشهر الجوائح والأوبئة
في السطور التالية سنعرض أمامك مجموعة من تلك الأوبئة والجوائح التي عكرت صفو البشرية، كما غيرت من نظرة الناس إلى الحياة، وطريقة عيشهم، بل وغير بعضها مسار التاريخ.
1- وباء أثينا
(بلاد اليونان عام 430 قبل ميلاد المسيح):
ليس الباحثون على ثقة ما هو الوباء الذي فتك بربع سكان أثينا في هذا التاريخ تحديدًا. ويقول البعض: إنه في الغالب حمى التيفود، والمهم في الأمر أنه تسبب في هزيمة أثينا أمام إسبرطة في الحرب المعروفة باسم (البيلوبونيسية). وقد استمر الوباء ثلاث سنوات، وتسبب في مقتل قائد أثينا البارز (بريكليس)، ثم كانت الفاجعة كبيرة على أثينا فخسرت الحرب.
2- وباء جستنيان (541: 542)
ظهر مرض الطاعون الدبلي في أوروبا الشرقية، التي كانت واقعة تحت سلطان البيزنطيين، وكان الإمبراطور البيزنطي وقتها هو جستنيان؛ فنسب إليه، وقد أصيب هو نفسه بالمرض، ولكنه لم يمت وأصبح من القلة الذين نجوا في مدينة القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وقالت التقديرات: إن قرابة خمسة آلاف شخص كانوا يموتون يوميًّا في المدينة؛ جراء الوباء.
منع هذا الوباء الإمبراطورية البيزنطية من زيادة حجم أراضيها أو التوسع في مناطق جديدة. حيث استمر الوباء في العودة مرات أخرى للمنطقة نفسها من العالم (أوروبا الشرقية وآسيا). مما نتج عنه وفاة ملايين البشر في الإمبراطورية، ويعتبر وباء جستنيان من أسوأ وأشهر الجوائح والأوبئة التي مرت على البشر عبر التاريخ.
3. الموت الأسود (1347: 1350)
إنه الوباء الأسوأ في تاريخ العالم؛ فقد قضى على حياة ما يقرب من 75 مليونًا إلى مائتي مليون إنسان في أوروبا. كما وقتل أكثر من ثلث سكانها.
لكن ما هو الموت الأسود؟! إنه الطاعون الدبلي، ووفق تحليل علمي مفترض، فإن وباء الطاعون الدبلي انتشر عن طريق البراغيث. التي تعيش على الجرذان، وبالطبع لم يكن لدى الناس علم بهذا في ذلك الوقت. واستمر وباء الموت الأسود في العودة إلى أوروبا حتى القرن الثامن عشر.
4. الإنفلونزا الإسبانية

من العام 1918 حتى العام 1920
الإنفلونزا الإسبانية هي مرض مميت أصاب عدداً قارب على الـ 500 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وقتل منهم ما بين 50 إلى 100 مليون شخص، فقد انتشر المرض في جميع أنحاء الكوكب، ويعتبر من أشهر الأوبئة عبر التاريخ.
لم تدخل إسبانيا في الحرب العالمية الأولى، كما لم يكن هناك رقابة صارمة على صحفها. بخلاف الدول الأوروبية الأخرى (بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا) والولايات المتحدة التي لم تسمح لصحفها بنشر تقارير عن الوباء. وقد استمرت إسبانيا في نشر التقارير عن المرض باستمرار. وهذا هو السبب الذي تعود إليه التسمية، بالإضافة إلى نظرة الناس إلى إسبانيا باعتبارها البلد الأكثر تضررًا من الوباء.
الأمراض الوبائية الأسوأ عبر التاريخ
أولاً: الطاعون الدبلي
هو المرض المسؤول عن تورم الغدد الليمفاوية، وفي حالة عدم علاجه، فإن نصف المصابين به يتعرضون لخطر الموت. ورغم ذلك فإنه لم يعد من الخطورة بمكان في يومنا هذا؛ لأن علاجه بالمضادات الحيوية أصبح ممكنًا.
ثانياً: الجدري
تم القضاء على الجدري الآن، بالرغم من أنه كان جائحة ضربت مناطق واسعة من العالم على مر الأزمنة. وأحضره الأوربيون المهاجرون إلى أمريكا الشمالية والجنوبية؛ كما نتج عن ذلك القضاء على 90% من الهنود الحمر (السكان الأصليين) ولهذا تم اعتباره من أخطر الأمراض المعدية. ويتسبب الجدري في ظهور الطفح الجلدي، وفي الغالب تتسبب البثور الناتجة عن ذلك الطفح في استمرارية المعاناة من ندبات مدى الحياة، لمن نجوْا من المرض.
ثالثاً: الكوليرا

هذا الوباء لا يزال حتى الآن يتسبب في مقتل ما يزيد على 100 ألف إنسان كل عام، تصيب بكتيريا الكوليرا الأمعاء الدقيقة لدى الإنسان؛ مما يسبب مرضًا في البطن، وقد مر العالم في تاريخه المسجل بسبع جوائح سببها الكوليرا فقط في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وفي ختام مقالنا: أشهر الجوائح والأوبئة عبر التاريخ لا بد من الإشارة إلى أنه لا تزال هناك أمراض تضرب عددًا كبيرًا من البشر. وتأخذ شكل الأوبئة والجوائح؛ مثل: الملاريا، ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والحمى الصفراء، والدرن، والحصبة، والحمى النمشية، والأنفلونزا.