التاريخ والحضارة

دولة الخلافة العباسية: سبب التسمية وأسباب السقوط

جاء عصر دولة الخلافة العباسية زمنياً بعد العصر الأمويّ. وهو يعد من أكثر العصور على مدى التاريخ الإسلامي تطوراً وازدهاراً من كافة النواحي السياسية والأدبيّة والاجتماعية والفكريّة. كما أشارت كتب الأدب والتاريخ لذلك، فإنّ الحقبة العباسية في حد ذاتها تنقسَّم إلى فترتين: العصر الأول العباسيّ وهو عهد القوة والتقدم والازدهار. والعصر الثاني العباسيّ وهو عهد ضعف الخلافة العباسية والتدهور والانحلال.

وسوف نتعرف في هذا المقال على كيفيّة نشأة الدولة العباسية أو بني العباس على يدي الخليفة الأول أبي العباس السفاح. ومناقشة الأسباب التي تسببت في سقوط الدولة بعد حقبة طويلة من الحكم، وقد انتهت في العام 1258م بعد سقوط عاصمة الخلافة بغداد على يد المغول.

أصل التسمية

سبب تسمية الدولة العباسية بهذا الاسم نِسبةً إلى مؤسسها الأول وصاحب دعوتها العباس ابن عبد الله ابن محمد ابن علي ابن عبد الله ابن العباس ابن عبد المطلب، كما قيل أيضاً أنها تنسب إلى العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد سمي مؤسس الدولة الحفيد بأبي العباس السفّاح، وذلك لكثرة الدماء التي أريقت في عهده.

تأسيس دولة الخلافة العباسية

دولة الخلافة العباسية في أقصى اتساع لها
دولة الخلافة العباسية في أقصى اتساع لها

في الواقع، يعود تاريخ تأسيس هذه الدولة إلى العباسي محمد ابن علي ابن عبد الله ابن العباس. وهو الذي تولى القيام على شؤون الدعوة العباسيّة، وذلك بطلبٍ من القائد أبو مسلم الخراسانيّ. وهو الذي أعلن عن قيام دولة بني العباس في خراسان. وقد حارب القائد أبو مسلم الوالي الأمويّ في خراسان وانتصر عليه، وبعدها سيطر على مدينة مرو. ولذلك، سنحت الفرصة للسفاح بالانتقال إلى مدينة الكوفة في العام 742م، ونجح أن يعيش فيها سراً، وظل مختفيًا متوارياً عن الأنظار حتى العام 750م، حتى بويع بالخلافة من قبل أهل الكوفة.

تعود البوادر لنشأة دولة بني العباس إلى تلك المراحل الأخيرة، حين واجه الجيش العباسي تحت قيادة أبي العباس السفاح الجيش الأمويّ تحت قيادة آخر خلفاء دولة بني أمية الخليفة الأموي الأخير مروان ابن محمد في شمال العراق بالقُرب من نهر الزاب، والتي انتصر فيها العباسيون انتصاراُ ساحقاً. ومن ثم، حقق العباسيون بعدها كثيراً من الانتصارات والفتوح التي أخضعت لهم كافة الأمصار التي كانت تتبع الأمويين. وبذلك تأسست دولة الخلافة العباسية، كما قد بويع أبو العباس السفاح بالخلافة ليعد أول خليفة عباسي، وقد تم تلقيبه بالسفّاح من أجل كثرة الدماء التي سفكها. وقد قام بنقل عاصمة دولته من حرَّان إلى مدينة الكوفة.

أسباب سقوط الخلافة العباسية

1. كثرة العناصر الأجنبية وتفوّقها

وسبب ذلك أنّ دولة الخلافة العباسية قد أعطت معظم اهتمامها للعرب، وولَّتهم مناصب عليا في الدولة. ما أثار حفيظة الموالي من الفرس خصوصاً. ولذلك سعوا إلى القضاء على الدولة محاولين أن يستردوا شيئاً من النفوذ والسلطان القديم لهم إبان حكم الدولة الأموية. وقد أخذوا في نشر الرذائل، وترويج الشائعات والدسائس والفتن في أرجاء الدولة، ولقد نجحوا بالفعل في إشعال نيران الحقد المدفون على دولة الخلافة العباسية.

2. سوء الوضع الاقتصاديّ

لقد كان حكام العباسيين يخلدون إلى الهدوء والراحة والترف، كما يهتمون بالقيان والغناء والجواري. وقد أدى هذا الأمر إلى زيادة النفقات وكذلك كثرة الضرائب التي تفرض على الأفراد ولذا قلّت الموارد والدخل في خزينة الدولة ما تسبب في إضعافها، وآل بها الأمر إلى السقوط.

3. بروز دويلات مستقلة

وقد تمكن العَلويّون في تلك الفترة من أخذ بعض أجزاء الدولة العباسية كما استقلوا بها تماماً عن الخلافة العباسية، وكذلك حذا الفاطميون حذو العلويين في الاستقلال ببعض الأطراف، ما أدى إلى عدم قدرة الدولة العباسية على أن تجمعهم تحت لوائها.

4. كثرة المذاهب والأجناس في دولة الخلافة العباسية

وهذه المذاهب جاءت إلى الإسلام خلال العصر العباسيّ عن طريق الديانات الأرضية القديمة مثل المانويّة أو المجوسيّة. ما أدى إلى كثرة المِلل، وكذلك أذكى نيران العداوة الشديدة بين المسلمين، وذلك بسبب ولائهم للأحزاب والفصائل المختلفة.

اقرأ أيضاً: أسباب سقوط الدولة العباسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!