أسباب سقوط الأندلس 6 عوامل أدت إلى انهيار الحكم الإسلامي

كانت سنة 92هـ هي السنة التي تم فتح الأندلس فيها، وأعقب فتحها انتشار الإسلام في مختلف أنحائها. حيث قامت دولة في الأندلس على يد المسلمين، وطال حكم هذه الدولة لثمانية قرون. كان أول من تولى خلافة المسلمين في ذلك الوقت عبد الرحمن الناصر، وقبل تناول أسباب سقوط الأندلس لا بد من التذكير بأن كتب التاريخ ذكرت أن تاريخ الأندلس شهد تقدماً ملحوظاً في النواحي الثقافية، وكانت من الدول الأكثر تحضرًا.
قائمة المحتويات
ما قبل السقوط
كانت حياة المسلمين فيها مزيجاً بين يسر الحال والسعادة. نظرًا لما تميزت به الأندلس من امتلاك مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة وتوفر المياه العذبة ومناخها المعتدل. كما كانت مقصدًا لأبناء الطبقة العليا في أوروبا بقصد الدراسة في الجامعات والمدارس الأندلسية. حيث كان العلماء العرب والأساتذة موضع فخر لكافة الأوروبيين ممن يتلقون تعليمهم على أيديهم.
لذا كان الأوروبيون يعتمدون على ألفاظ اللغة العربية في حديثهم لينالوا لقب مثقفين ونعتوا بالمتعلمين. كما كان الأمراء من حكام ممالك النصارى بشمال إسبانيا يلجأون إلى الحكام المسلمين من حاكمي الأندلس للتدخل وتقديم حلول لما بينهم من نزاع وخلافات. وبناءً على ذلك تدخلت جيوش المسلمين بينهم، وكانت تغير من الأوضاع السياسية هناك. في مقابل هذا الدور حصل المسلمون على العديد من الأراضي والحصون إلى أن بدأت قوة المسلمين في الأندلس تضعف وتنهار ومهد ذلك لسقوط الأندلس.
تقلص الحكم الإسلامي في الأندلس إلى أن اقتصر على حكم غرناطة حتى سقطت وانهارت عام 1492م. حيث وقعت معاهدة الاستسلام من قبل الملك أبي عبد الله الصغير. وكان الطرف الثاني في المعاهدة الملك الكاثوليكي فرديناند والملك إيزابيلا. وتوسع النصارى في نشر محاكم التفتيش، والتي كانت سببًا في حرق الكثير من المسلمين.
كان هذا الوضع هو النهاية التي كتبت للمسلمين ومقدمة أسباب سقوط الأندلس، ومن الجدير بالذكر أن انهيار الأندلس وسقوطها ونهاية الحكم الإسلامي لها ظل على مدار العديد من القرون إلى أن فقد المسلمين السيطرة على الأندلس، مما يشير إلى استماتة أعداء الدين الإسلامي وصبرهم الطويل من أجل هذا الهدف، حيث استمرت خطتهم لهز الكيان الإسلامي في الأندلس إلى أن وقعت تحت قبضة هؤلاء من أعداء المسلمين والإسلام.
اقرأ أيضاً: أسباب سقوط الدولة العثمانية
أسباب سقوط الأندلس
كان هناك مجموعة من الأسباب التي كان نتاجها سقوط وانهيار الأندلس وذلك للأسباب التالية:
1. الانصراف عن إقامة الشرع
فقد شاع تناول الخمور دون وجود عقاب رادع لمن يشربها. وشاع المجون واللهو والموسيقى والغناء، وانتشر شراء الجواري، وانخرط أمراء الأندلس في التقرب من المغنيات والمغنيين. وكان للمغنين نصيب من خيرات الأمراء وأموالهم، حيث بنى لهم القصور الفخمة، وانتشر وقتها بناء مدارس تتخصص في تعليم الغناء وقواعد الموسيقى.
2. انصراف أمراء الأندلس إلى اللهو والترف
وانصراف أمراء الأندلس للسكن في أفخم القصور وتناول أشهى المأكولات وارتداء أفخم الملابس والانصراف في سبيل ذلك عن مهمة حماية الأرض والعرض.
3. المعاهدات الفردية بين ملوك الطوائف وملك قشتالة
المعاهدات التي تمت بين ملوك الأندلس والصليبيين والثقة فيهم، ونشأت علاقات قوية مع النصارى. وخاصة في عهد ملوك الطوائف، وكان الأمراء المسلمون يطلبون تدخل النصارى لحسم مواجهات كانت تنشب بينهم.
4. الحروب بين ملوك الطوائف
شبت نيران الخلافات بين ملوك الطوائف إلى أن وصل الأمر إلى احتدام الصراع على الملك بين المسلمين بالأندلس، حيث تصارع العرب ضد البربر واليمانة ضد القيسية حتى إن الكثير من المسلمين قد قتلوا في هذه الصراعات إلى أن فاق عدد قتلى المسلمين في الصراعات هذه عدد القتلى من المسلمين أثناء فتح الأندلس.
5. دخول الفقهاء في المسائل الجدلية
انخرط الكثير من علماء الأندلس المسلمين في المسائل الجدلية كما فعلوا المنكرات، وزادوا في نفاقهم للأمراء وأغفلوا دورهم في الأمر بالمعروف، ونهي الناس عن المنكرات وانعكس ذلك سلبًا في ضياع الدور الدعوي لهم.
6. من أسباب سقوط الأندلس سقوط مدينة طليطلة
شهدت طليطلة الكثير من الهجمات التي قام بها النصارى في فترة حكم فرناندو الأول. كما كان لألفونسو السادس العديد من الهجمات التي شنها هو الآخر على مدينة طليطلة. وبالطبع كل هذه الهجمات كانت مقدمة واضحة لسقوط الأندلس ومن أسباب ضياعها لاحقاً.
كما كان للصراعات التي شبت بين ملوك الطوائف وخاصة النزاعات التي قامت في مناطق قريبة لطليطلة دور في لفت انتباه النصارى إلى أن طليطلة هي بوابة الدخول إلى الأندلس، وأنه حال استطاعوا إسقاط طليطلة، فيصبح من السهل أمامهم إسقاط كل من قرطبة وغرناطة وبطليوس وأشبيلية وبالتالي سقوط وإخضاع الأندلس كلها، إلى أن يتمكنوا من إسقاط كافة مدن الأندلس واحدة وراء الأخرى.
شهدت سنة 478هـ وتحديدًا في شهر صفر انهيار وسقوط مدينة طليطلة. وتمكن ألفونسو السادس ملك قشتالة من السيطرة على طليطلة وإنهاء الحكم الإسلامي لها. كما اتخذ النصارى من طليطلة عاصمة لهم، وكان هذا السقوط المدوي بداية أسباب سقوط كافة مدن الأندلس.
كان سقوط مدينة طليطلة وقع أليم في نفوس العرب من المسلمين وساد الحزن في أرجاء العالم الإسلامي شرقًا وغربًا. حتى كتب الشعراء في أشعارهم عن مأساة سقوط طليطلة، وقد قال في ذلك الشاعر ابن عسال:
يَا أَهْلَ أَنْدَلُسٍ حُثُّوا مَطِيَّكُمُ
فَمَـا الْمَقَـامُ بِهَـا إِلاَّ مِـنَ الْغَلَطِ
الثَّـوْبُ يُنْسَـلُ مـِنْ أَطْرَافِهِ وَأَرَى
ثَوْبَ الْجَزِيرَةِ مَنْسُولاً مِنَ الْوَسَطِ
مَنْ جَاوَرَ الشَّرَّ لاَ يَأْمَنْ بَوَائِقَهُ
كَيْفَ الْحَيَـاةُ مَـعَ الْحَيَّاتِ فِي سَفَطٍ.
اقرأ أيضا: أسباب سقوط الدولة العباسية