أزمة مناطيد التجسس الصينية تتفاعل عالميا

تفاعلت أزمة مناطيد التجسس الصينية على الساحة السياسية العالمية، حيث تحدث السيناتور الأمريكي البارز تشاك شومر، وقال إن الصين عانت من الإذلال بعد إسقاط بالون تجسس من قبل طائرة F-22 وهي مقاتلة أمريكية أسقطت منطاد مقابل ساحل ولاية كارولينا الجنوبية.
كما انتقد تشاك شومر، العضو البارز في مجلس الشيوخ الأمريكي دولة الصين بعد أن أسقطت الولايات المتحدة بالونًا صينيًا يعتقد أنه منظومة تجسس استخبارية. وقال تشومر إن الصين تعرضت للإذلال، وتم ضبطها بعد الحادث.
أبرز تطورات أزمة مناطيد التجسس الصينية
قامت طائرة مقاتلة من طراز F-22 Raptor الأمريكية يوم السبت بإسقاط جسمًا أسطوانيًا مجهول الهوية حلق فوق الأراضي الكندية، الحادث جاء بعد يوم من إسقاط جسم فضائي آخر بالقرب من مياه ألاسكا، وبعد أسبوع من إسقاط القوات الجوية الأمريكية بالونًا صينيًا يشتبه في أنه جهاز تجسس استخباري في ولاية ساوث كارولينا.
يوم الأحد، أسقطت مقاتلة أمريكية من نوع F-16 جسمًا طائراً غامضًا فوق بحيرة هورون Lake Huron بولاية ميشيغان. حيث كان هذا رابع عمل عسكري أمريكي في أزمة مناطيد التجسس الصينية.
أضاف تشاك شومر لشبكة ABC الأمريكية “أعتقد أن الصينيين يتعرضون للعار. لقد تم القبض عليهم وهم يكذبون، وهذه خطوة إلى الوراء بالنسبة لهم”. (12/2/2023)
وقال شومر “لا يمكننا خوض حرب باردة معهم. يجب أن تكون لدينا علاقات معهم. لكن الصين استغلتنا تكراراً ومرارا. وهذه الإدارة أصعب من أي إدارة أخرى.”
بالرغم من هذه التصريحات بشأن مسألة أجهزة التجسس دعا السيناتور تشومر إدارة الرئيس جو بايدن على مواصلة العلاقات مع بكين.
تم اتخاذ قرار إسقاط الجسم وفقًا للمتحدث باسم البيت الأبيض بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
من جانبها قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن أزمة مناطيد التجسس الصينية إن الجسم الذي تم إسقاطه يوم السبت فوق منطقة يوكون في شمال غرب كندا شوهد لأول مرة في ألاسكا في الليلة السابقة، ويتابعه المسؤولون العسكريون عن كثب.
من جانب آخر قال عضو الكونجرس الجمهوري مايك تيرنر، وهو رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي، إن الأحداث الأخيرة أكدت احتياج واشنطن إلى نظام رادار مناسب.
وأضاف تيرنر “هذا يظهر بعض المشاكل والثغرات لدينا. نحن بحاجة إلى سد الثغرات في أقرب وقت ممكن؛ لأننا نعتقد أن هناك الآن تهديدا”.
وأضاف تيرنر: “بالتأكيد ليس لدينا نظام دفاع صاروخي متكامل. يجب أن نبدأ في النظر إلى المجال الجوي للولايات المتحدة على أنه مجال يجب الدفاع عنه، ونحتاج إلى أجهزة استشعار مناسبة لهذا الأمر”. جاءت أقوال تيرنر لقناة CNN.
قال تورنر أيضاً إنه تطور جديد عندما انتهكت الصين في الآونة الأخيرة المجال الجوي لدولة أخرى، وفعلت ذلك من أجل النية الواضحة للتجسس باستخدام معدات وأجهزة متطورة.
وفقًا لملاحظات مايك تيرنر في أزمة مناطيد التجسس الصينية، تحتاج أمريكا الآن إلى إعلان سياسي بأنها ستقوم بالدفاع عن مجالها الجوي، وهو ما سيكون بالطبع صعبًا على إدارة تكافح للسيطرة على السيادة الأرضية لإعلان السيادة الجوية. ثم قال “لكن علينا أن نفعل ذلك”.
وأضاف تورنر الذي يرأس لجنة المخابرات “أحجام البالونات والتكنولوجيا التي تستخدمها الصين للتجسس على الولايات المتحدة غير مسبوقة. لم يكن لدى أي دولة أخرى أي شيء مثل هذا”.
“بالتأكيد، هناك أشياء تذهب وتأتي من مجالنا الجوي ونقوم بتتبعها، ونحاول تحديد ما إذا كان ذلك سيشكل تهديدًا لا يرتقي إلى مستوى بالونات التجسس الكبيرة والمتطورة جدًا في الصين،” حسب أقوال تيرنر.
من جانبها نفت الصين أن يكون المنطاد، الذي دخل المجال الجوي الأمريكي لأول مرة في 28 يناير، كان يستخدم لأغراض التجسس، قائلة إنه جهاز علمي للطقس، وأن المنطاد ضل طريقه إلى الأراضي الأمريكية بفعل طاقة الرياح.
أما الولايات المتحدة، فقالت إن المنطاد الصيني كان جزءًا من أسطول بالونات الاستطلاع الذي حلّق في خمس قارات مختلفة.
الجدير بالذكر في أزمة مناطيد التجسس الصينية أنه بعد حادثة المنطاد الأولى، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بإلغاء خطط السفر إلى بكين. كما اتهم مسؤولون صينيون الولايات المتحدة بـ “الضجيج والتلاعب السياسي”.
اقرأ أيضاً: أول محطة للطاقة النووية في بولندا بالتعاون مع شركة أمريكية